1- الروح القدس:
العامل في الضمير، ذلك الصوت الالهي، الذي يأتينا من عند الله، والذي يزداد ارهافا وحساسية بسكنى روح الله فينا. فالروح القدس غير الضمير، وغير الروح الإنسانية. انه الاقنوم الثالث في الهنا الواحد، الاقنوم الذي يفعل فينا، وينقل الينا بركات الفداء، ويضىء لنا الطريق: يبكتنا كلما اخطأنا، ويشجعنا كلما اصبنا، ويسكب النور في قلوبنا فنميز الامور المتخالفة، كما يغرس طريقنا بالنور فنعرف كيف نسير وفي أي طريق نتجه. وهكذا فالذين " ينقادون بروح الله، اولئك هم ابناء الله " (رو8: 14)
. والإنسان الذي يحب ان يضبط مساره، ويتأكد من صحة قراره، عليه ان يصلى في إلحاح، وبروح كلها إخلاص في طلب معرفة مشيئة الله، وفي تسليم صادق لارادته وتفكيره لارادة الله وتفكيره... وهكذا... اذ يشعر براحة ضمير، واستقرار وسلام نفسى، دون انفعال او تشنج، يحس ان روح الله مستريح فيه لهذا القرار متفقا مع معطيات، الانجيل وطريق القداسة.
هذه قوة ضابطة هامة، عودتنا الكنيسة ان نطلبها باستمرار في صلاة الساعة الثالثة، ونكررها في صلوات نصف الليل: "ايها المعلم السمائى المعزي روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل كنز الصالحات ومعطى الحياة، هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس ايها الصالح وخلص نفوسنا". وما تطهير القلب من تلوث الخطية وانحراف الغرض والمشيئة الذاتية الانانية، سوى خير ضمان لسلامة المسيرة وصحة القرار. ألم يقل لنا الرب عن الروح القدس: " متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (يو16: 13)؟
علينا اذن ان نصلى باستمرار كلما تحيرنا، طالبين من الرب ان يكشف لنا مشيئته، وسوف نستريح إلى إتجاه معين، يشهد الكتاب المقدس على صحته وسلامته، فنتحرك في هذا الاتجاه في روح الصلاة والتسليم، تاركين للرب ان يكمل الطريق أو يلغيه، كاشفا لنا مشيئته التي سنتقبلها بكل فرح.
وليكن شعارنا قول المرنم: "تمسكت خطواتى بآثارك، فما ذلت قدماى" (مز17: 5). ولنسمع في كل حين وعد الرب: " اعلمك وارشدك الطريق التي تسلكها، انصحك عينى عليك " (مز32: 8).