رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إلي كل سكان الأرض من كل جنس و من كل عرق و من كل لون إلي كل من هم مازالوا فوق التراب أكتب لكم هذه الرسالة و أنا في قمة العذاب و في قمة الدهشة و في قمة الحسرة قمة العذاب لأني مُحاط بالنار من كل ناحية و أصبح جسدي المشوي من لهيب النار وجبة شهية لدودٍ مفترس قد تخلل كل أنسجتي لينهشها و يلتهمها إلتهاماً و أصبح فمي جافاً لأ أستطيع أن أحرك لساني من شدة العطش ، بل أصبح هذا اللسان الظمآن محصوراً بين فكيَّ العلوي و السفلي ، و بدأت أسناني تقطع فيه و تمضغه من شدة الصرير و في قمة الدهشة لأنه بالرغم من شدة النار التي كادت أن تصهر جسدي و عظامي ، إلا أن الدود لا يزال حياً متحركا ً مفترساً ، و بأعداد مهولة و وسط كل هذه النيران ، المكان هنا مظلم مظلم جداً لا أستطيع أن أري أي شيء من حولي و لكني أسمع أصوات الصراخ و العويل قادمة من كل إتجاه بصورة مرعبة و مخيفة نار حارقة برد قاتل ظلام مخيف أصوات مرعبة و دود قاتل و مفترس لا ينعس و لا يموت كل هذا و أنا وحدي ليس لي منقذ ليس لي مفر ولا مخرج ليس لي من ينجدني أو يخرجني من هنا الزمن متوقف تماماً الوقت لا يمر عذاب دائم و أبدي أظن أنه الجحيم أنها جهنم الحمراء لا محالة أما عن شعوري بقمة الحسرة فهذا لأني كنت أظن أني سأعيش علي الأرض أبدا عشت عمري لاهياً مشغولاً بمتع الدنيا و ملاهيها و لم أعمل حساباً لتلك الساعة أغلقت أذناي عن سماع كل من كان يدعوني للتوبة هزأت و سخرت من كل من حاول أن ينبهني إلي تلك اللحظة تجاهلت كل الرسائل التي كانت تخبرني بأنه لا أحد باقٍ و بأن الكل سوف يموت و يعطي حساباً عن كل أعماله أضعت كل الفرص التي كانت أمامي لأتجنب وجودي في هذا المكان المريع أرجوكم إنتبهوا لا تخطئوا خطأي لا تضيعوا الفرص من بين أيديكم الحياة علي الأرض قصيرة قصيرة جداً كل متعها و ملاهيها لا تستحق نهشة واحدة من دودة مفترسة وسط نار حارقة و ظلام مخيف إحترسوا لئلا يكون مصيركم كمصيري توقيع / خاطيء أضاع كل فرص التوبة فأصبح جسداً متفحماً ينهشه الدود |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ذكرى مذبحة الزاوية الحمرا |
مواطن يقتل نفسه في الحمرا ويترك رسالة |
زوادة اليوم: الاشارة الحمرا : 5 / 2 / 2020 / |
زوادة اليوم : الإشارة الحمرا |
بديع ساخراً: اشتروا لي البدلة الحمرا |