رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد سطر في المينولوجيون فيما بين قديسي شهر آب المختصين بالرهبنة الكامالدولازية، عن راهبةٍ من تابعات هذا القانون أسمها مريم، كانت في مدينة طولادوس. أنها في ساعة موتها حصلت على مشاهدة والدة الإله بالقرب من سريرها. وحينئذٍ هي خاطبت هذه الأم الإلهية قائلةً: ان النعمة التي فزت أنا بها منكِ أيتها السيدة، وهي زيارتكِ إياي تعطيني الجسارة على أن ألتمس منكِ نعمةً أخرى، وهي أني أموت في مثل الساعة عينها التي أنتِ فيها رقدتِ وأنتقلتِ الى السماء. فأجابتها البتول الكلية القداسة: أي نعم. وانا أريد أن أتنازل معكِ وأهبكِ طلبتكِ، فأنتِ مزمعةٌ أن تموتي في الساعة عينها التي مثلها أنا مت، وتسمعي نغمات التراتيل ذاتها التي بها كان الطوباويون يعظمون دخولي الى السماء، فأستعدي اذاً مهيأةً: قالت هذا وغابت عنها. فالراهبات الكائنات عند مريم المذكورة اذ سمعنها تتكلم في ذاتها ظنينها ساهيةً خارجةً عن الوعي. الا أنها قد أخبرتهن بالرؤيا، وبالنعمة التي نالت هي الوعد بها. فاذا لبثت هذه البارة منتظرةً تلك الساعة المرغوبة منها. فلما بلغت (ولئن لم يكن الكاتب يعين أية ساعةٍ كانت) فحالما هي سمعت ناقوس الساعة يقرع قالت: هواذا الساعة السابق الإيعاز عنها حسبما قيل لي، وهوذا أني أسمع نغمات تراتيل الملائكة. ففي مثل هذه الساعة صعدت ملكتي الى السماء، وأنا الآن منطلقةٌ لأشاهدها، فالبثن أنتن يا أخواتي بسلام: وحين تلفظت بهذه الكلمات سلمت نفسها مائتةً. وفي الحال ظهرت عيناها نظير مصباحين تنبعثان أنواراً عظيمةً، ووجهها كان يلمع بلونٍ بهي.* |
|