رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد أخبر الأب بوفيوس في الحادث 39 من المجلد 4 من تأليفه عن القديس توما كانطواريانزه، أنه اذ كان في زمن صبوته موجوداً مرةً ما فيما بين جمعية شبان علمانيين، الذين ربما كلٌ منهم كان يفتخر في جنون محبته لبعض البنات أو النساء. فهذا الشاب البار قال لهم واضحاً أنه هو أيضاً مغرماً بمحبة سيدةٍ شريفةٍ فائقةٍ في الجمال، وعظيمة الشأن، وأنها هي أيضاً تحبه كثيراً، وأعنى هو بذلك عن والدة الإله. غير أنه بعد قوله هذا قد قلق ضميره كيلا يكون أخطأ بروح المجد الباطل، ففيما هو مغمومٌ جداً من هذا القبيل، قد ظهرت له هذه السيدة المجيدة وقالت له بعذوبةٍ هكذا:" من أي شيء أنت تخاف يا توما، فأنت بالصدق والصواب قد قلت أنك تحبني جداً وأني أنا أحبك، فأعلن هذا لأصحابك الشبان وأكده لهم. وعلامةً لحبي الوافر إياك خذ لهم هذه الهدية التي الآن أنا أهبك إياها لينظروها ويتحققوا صدق قولك لهم". قالت هذا ودفعت بيديه علبةً حاويةً بدلة كهنوتية بلون الدم، اشارةً الى أن هذه الأم الإلهية قد أستمدت لتوما من أبنها النعمة في أن يصير هو كاهناً ثم شهيداً، كما تم بالحقيقة. لأن هذا الشاب البار قد أختير فيما بعد وأرتسم كاهناً، ثم أسقفاً لمدينة كونطوربيا في بلاد أنكلتيرا.ظ حيث أنه بعد ذلك أضطهد من السلطان وهرب الى بلاد فرنسا في دير بونتينياكوس خاصة الرهبان الجيستارجيازيين. فهناك اذ أتفق له أن القميص الخيش الذي كان هو يلبسه على لحمانه قد تخزق، وأخذ هو يصلحه في قلايته بقلة معرفته في الخيطان. فظهرت له ملكته المحبوبة منه مريم البتول، وأخذت من يده القميص بعذوبةٍ، وأصلحته له بخياطتةٍ شريفةٍ. ثم اذ رجع فيما بعد الى أبرشيته كونطوربيا فهناك مات شهيداً، لأنه قتل من أعدائه بغضةً في غيرته على حقوق كنيسته.* |
|