قد كتب الأب تهاوسك في الرأس 26 من كتابه 1 عن إحدى النساء الشريفات التي كان لها أبنٌ وحيدٌ. فهذه يوماً ما قد أخبرت بأن أبنها وجد مقتولاً مطروحاً في الأرض. الا أن القاتل قد كان بطريق العرض من دون معرفةٍ، هرب الى دار تلك السيدة محتمياً تحت كنفها. فهي حينئذٍ اذ أخذت تتأمل في أن مريم البتول قد غفرت لصالبي أبنها يسوع، فأرادت هي أيضاً حباً بهذه العذراء المحزونة وتكريماً لها أن تغفر لقاتل أبنها. ومن ثم ليس فقط صفحت له عن ذنبه، بل أيضاً قد أمرت بأن يعطى أثواباً لملبوسه، ومالاً لمصروف طريقه، وفرساً لمركوبه، ليمكنه أن يفر هارباً من أيدي خدام الشريعة ويفوز بالنجاة. فبعد ذلك ظهر أبن هذه الأمرأة لها في الرؤيا، وأخبرها بأن والدة الإله قد خلصته من عذابات المطهر التي كان يلزمه أن يتكبدها أزمنةً مديدةً، وذلك مكافأةً عن فعلها الفاضل الذي به تصرفت هي بسخاءٍ مع قاتله. وأنه هو منطلق الى السعادة الأبدية ليتمتع بها سرمداً.*