أن الأب سينيسكوس في الرأس 9 من كتابه يخبر عن أحد الكهنة الكلي التعبد للعذراء المتألمة المثلثة القداسة، بأنه كان يمضي متواثراً الى إحدى الكنائس منفرداً ليتأمل في آلام هذه السيدة متوجعاً لها. وكان من عادته أن يدنو من تمثال هذه الأم الإلهية المجسم الموجود في تلك الكنيسة، ويمسح بمنديلٍ كأنه معزٍ لها وجهها ودموعها. فقد حصل فيما بعد هذا الكاهن في مرضٍ عضال قد يئست الأطباء من شفائه. ولكنه عندما دنا هو من أبواب المنون، وناهز أن تفارق نفسه جسده، قد شاهد واذا حضرت بإزائه سيدةٌ كلية الجمال، فأقتربت منه، وطفقت تعزيه بألفاظٍ جزيلة العذوبة وتمسح عرق موته عنه بمنديلٍ كان بيدها. وبذلك قد شفي هو حالاً من مرضه. فعندما رأى هو ذاته قد برأ هكذا، هتف نحوها قائلاً: لكن من هي أنتِ أيتها السيدة التي تصنعين معي رأفةً، بهذا المقدار عظيمةً: فأجابته هي
" أني أنا تلك التي أنت مراتٍ كثيرةً قد مسحت عن عيني الدموع بمنديلك". واذ قالت هذا غابت عنه وهو نهض من فراشه صحيحاً معافى.*