ن هذا الانتظار للأزمنة الأخيرة (مرقس 15: 35-36) قد تَمَّ في يُوحنَّا المَعمَدان، كما صرّح يسوع المسيح لتلاميذه "إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ وسيُصلِحُ كُلَّ شَيء. ولكن أَقولُ لَكم إِنَّ إِيلِيَّا قد أَتى، فلَم يَعرِفوه، بَل صَنَعوا بِه كُلَّ ما أَرادوا. وكذلك ابنُ الإِنسانِ سَيُعاني مِنهُمُ الآلام. ففَهِمَ التَّلاميذُ أَنَّه كَلَّمهم على يُوحنَّا المَعمَدان"(مَتَّى 17: 10-13)، لكن بطريقة سريّة، لأن يُوحنَّا لم يَكنْ هو إيليا كما جاء في رد يُوحنَّا على من سأَلوه قال: " لَستُ إِيَّاه" (يُوحنَّا 1: 21). وإن كانت كرازته تردُّ قلوب الأبناء إلى آبائهم فلم يكن هو الذي يسكِّن غضب الله. قد حقَّق يُوحنَّا المَعمَدان مثال إيليا فيما يختص بالمناداة بالتوبة في البَرِّيَّةِ (مَتَّى 3: 4). لكن يسوع هو الذي حقَّق صفاته الرئيسية في الشفاء والخلاص. فمنذ الناصرة حدّد المسيح رسالته الشاملة بالمقارنة مع رسالة إيليا (لوقا 4: 25-26). لكن لم يبُالِ اليهود برسالته.