ولا يَخطُرْ لَكم أَن تُعلِّلوا النَّفْسَ فتَقولوا ((إِنَّ أبانا هوَ إِبراهيم)).
فإِنَّي أَقولُ لَكم إِنَّ اللهَ قادِرٌ على أَن يُخرِجَ مِن هذهِ الحِجارةِ أَبناءً لإِبراهيم
"إِنَّ أبانا هوَ إِبراهيم" فتشير إلى اعتقاد اليهود أنَّ الخلاص يقوم بالولادة أو بارتباط ديني أو الانتماء إلى شعب ما وتقليد ما لكونهم ورثة حقيقيين لإبراهيم الذي كان له الوعد. فهم يظنُّون أنهم يخلصون لمجرد انتسابهم لإبراهيم. ولكن المَعمَدان يشرح لهم أن الخلاص ليس ميراثًا من الآباء. وإن كان هؤلاء القادة قد اعتمدوا على نسبهم لإبراهيم، فيلزمهم تأكيد هذه البنوّة بذات الروح الذي عمل به أبونا إبراهيم. فقد أوضح لهم المعمدان بطلان هذه الحجّة. فإن كانوا يدعون أنهم "أبناء إبراهيم" ففي الحقيقة هم "أولاد الأفاعي"، لأنهم لا يحملون إيمان إبراهيم الحيّ ولا يسلكون على منواله، فالخلاص يقوم على الإيمان كما جاء في تعليم بولس الرسول لليهود " فلَيسَ اليَهودِيُّ بِما يَبْدو في الظَّاهِر، ولا الخِتانُ بِما يَبْدو في ظاهِرِ الجَسَد، بلِ اليَهودِيُّ هو بِما في الباطِن، والخِتانُ خِتانُ القَلْبِ العائِدُ إلى الرُّوح، لا إلى حَرْفِ الشَّريعة" (رومة 2: 28-29). بالإيمان نبرهن عن صُدقنا بسلوكنا تجاهه. الرب هو الذي جعل منا أبناء إبراهيم، أبناء الإيمان، وما يعمله فينا هو نعمة مجانية