ورأَى كثيراً مِنَ الفِرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقيِّينَ يُقبِلونَ على مَعموديَّتِه، فقالَ لَهم: يا أَولادَ الأَفاعي، مَن أَراكم سَبيلَ الهَرَبِ مِنَ الغَضَبِ الآتي؟
تشير عبارة "الفِرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقيِّينَ" إلى المقاربة بينهم بالرغم من انهما حزبين دينيّن متناقضين عقائديًا وسياسيًا. الفريسيون هم أهم طوائف اليهود الدينية، التي كانت قد ظهرت فيما بين العهدين، أيام المكابيين سنة 150ق.م. وهدفهم الدفاع عن وجهة النظر الدينية عند اليهود أمام التأثير الهلنستي. والاسم "الفِرِّيسيِّونَ" هو صيغة يونانية Φαρισαῖος للفظة العبَرِّيَّةِ הַפְּרוּשִׁים أي "المفروزون"، فهم "المنعزلون" عن كل ما ليس يهوديًا. ويظهرون هنا للمرّة الأولى في الإنجيل، ويُسمُّون أنفسهم "الحسيديم" חֲסִידָים أي الأتقياء، ويتعلّقون بشريعة موسى بدقة والتقاليد الشفوية أي تقليد الشيوخ (مَتَّى 15: 2)، وكانوا حماة الطقسي في الديانة اليهودية