من كلمات العلامة أوريجانوس في هذا الشأن:
أظن أن سارة تمثل الفضيلة الروحية. فالرجل الحكيم الوفي هو الذي يرتبط بهذه الفضيلة ويتحدث بها. هذا هو الحكيم الذي يقول عنه سفر الحكمة: "ابتغيت أن أتخذها لي عروسًا" (حك 8: 2). وأيضًا يقول الله لإبراهيم: "وكل ما تقول لك سارة اسمع لقولها" (تك 21: 12)... عندما تكون الفضيلة الروحية فينا (كزوجة وعروس لنا)، إذ نصير كاملين نقدر أن نعلم الآخرين... فنقدمها كأخت لنا يشتهيها الآخرون كزوجة لهم... هؤلاء الذين يُقال لهم: "قل للحكمة أنتِ أختي" (حك 7: 4). لهذا السبب قال إبراهيم عن سارة أنها أخته، وكأنه يمثل الإنسان الكامل الذي يقدم الفضيلة لمن يشتهيها. قديمًا أراد فرعون أن يأخذ سارة لكنه لم يطلبها "بنقاوة قلب" (20: 5)، لكن الفضيلة لا يمكن لإنسان أن يقتنيها هكذا بدون نقاوة قلب. لذا يقول الكتاب أن الرب ضرب فرعون وبيته ضربات عظيمة (تك 12: 7)، إذ لا يمكن للفضيلة أن تقطن مع المدمرين (فرعون)... أما أبيمالك فبقلب نقي أراد أن تكون له الفضيلة كزوجة، فلماذا يقول الكتاب أن الله لم يدعه يمسها...؟ يبدو لي أن أبيمالك يمثل الحكماء في العالم ومحبي الفلسفة دون التقوى... كان إبراهيم يود أن يعطي الفضيلة الإلهية (سارة) للأمم الحكماء (أبيمالك) لكن الوقت لم يكن قد حان لنوال النعمة الإلهية... لقد بقيت الفضيلة مع إبراهيم، بقيت مع أهل الختان، حتى يأتي الوقت الذي تعبر فيه الفضيلة الكلية والكاملة إلى كنيسة الأمم .