رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
✝️إلى الجلجثة: في عام 1384م، طُلِب إلى الأب تاﭬـيلتش، الإنتقال إلى أورشليم للخدمة هناك ضمن حرّاس الأراضي المقدسة، وهي خدمة تتبع الرهبنة الفرنسيسكانية، وتُبنى على إعمار الكنائس الأثرية هناك، وخدمة الحُجّاج الروحيين، روحياً بمساعدتهم على التأمل والصلاة والتوبة، وجسدياً بتقديم الطعام والعلاج لهم. هناك التقى برفاق جدد من رهبنته هُم: الفرنسيين "ديودا أليبير من روديه" و"بيار من ناربون"، والإيطالي "ستيفانو من كونيو". عاش الأربعة في دير جبل صهيون، الرهبانية القديمة التي كان يحتفظ بها الإخوة الأصاغر في المدينة المقدسة، حيث أمضوا عدة سنوات في تعلم اللغة العربية (لكون المنطقة تحت سُلطة العرب في تلك الفترة) وكذلك أعمال الخدمة في الأماكن المقدسة المرتبطة بحياة الرب يسوع، والتي عُهد إليها برعاية الرهبان. رهبنة الإخوة الأصاغر والتي لا تزال تجتذب الحجاج من أوروبا المسيحية. بسبب شهادة حياتهم، وكونهم أناجيل مُعاشة، بدأ يتقرب إليهم بعض المسلمين ، ليعرفوا المزيد عن الإيمان المسيحي، وبالفعل كانت هناك بعض حالات التحول إلى الإيمان بالمسيح يسوع المخلَّص. في تلك الفترة شعر الرهبان الأربعة بأهمية تعريف من لم يصلهم خبر الإيمان، بشكل علني ودون خوف أو سرّية، وأن هذا واجبهم من أجل خلاص كثيرين، فقرروا أن يبشروا الناس علانية، وبلغت بهم الشجاعة في يوم صباح يوم 11 نوﭬمبر 1391م، أن يُبشروا المجتمعين لجلسات القضاء أمام مسجد عمر بن الخطاب، لدى مُفتي القدس في تلك الفترة. حيث بشروا الحضور بخلاص المسيح ووصاياه وتعاليمه، حتى أنهم دعوا القاضي نفسه لقبول الإيمان بشخص المسيح يسوع وتعاليمه وصلبه وقيامته. في الحال تم اعتقالهم، ولم يكن هناك نيّة لقتلهم، بل للضغط عليهم لاعتناق الإسلام ، مما يجعل تبشيرهم السابق بلا أثر، ويضعف إيمان من تحولوا إلى المسيحية. لكن برغم كل الضغوط والعذابات الجسدية والنفسية، رفض الرهبان – بقيادة الأب تاﭬـيلتش - التخلّي عن إيمانهم. تم إعطائهم مهلة أخرى لبضعة ساعات يختارون فيها النجاة بحياتهم باعتناق الإسلام ، أو الإعدام. أصرّ الرهبان الأربعة على تمسُّكهم بإيمانهم وبصدق ما بشّروا به. |
|