فَاسهَروا إِذاً، لأَنَّكُم لا تَعلَمونَ أَيَّ يَومٍ يَأتي ربُّكم.
تشير عبارة " اسهَروا " إلى العدول عن النوم ليلاً. وتكرَّرت هذه العبارة أربع مرات مما يدلُّ على التركيز على السهر، وهو المعنى العام لهذا النص الإنجيلي. وقد يكون السهر بقصد مواصلة العمل (حكمة 6: 15)، أو لتحاشي العدوّ المفاجئ (مزمور 127: 1-2). والسهر هنا هو دعوة يسوع إلى السهر والصلاة انتظارا لأحداث الآخرة (1 تسالونيقي 5: 3).
ويعلق الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن " ولكن ما معنى "اسهروا"؟ إن الّذي يسهر منتظرًا الرّب يسوع المسيح هو مَن يحافظ على نفس حسّاسة، ويكون منفتحًا ومتيقّظًا ومتأهّبًا، مفعمًا بالغيرة للبحث عنه وتمجيده. هو من يرغب في أن يجد الرّب يسوع المسيح في كلّ ما يحدث معه" (عظات أبرشيّة بسيطة، الجزء الرّابع، 22: عظة بعنوان "السّهر") وهذا السهر يمّيز المسيحي الذي ينتظر عودة الربّ (مرقس 13: 33-37). ويربط بولس الرسول بين فكرة الرقاد في الليل، رمز مُلك الشر، وفكرة السهر، رمز الانتظار " فلا نَنامَنَّ كما يَفعَلُ سائِرُ النَّاس، بل علَينا أَن نَسهَرَ ونَحنُ صاحون"(1 تسالونيقي 5: 3-6). لانَّ هدف السهر هو أن يكون المؤمن مستعداً للقاء الرب عندما يجيء فجأةً. الوصية إذن هي الاستعداد الروحي للقاء الرب. والسهر هو إعداد التدابير لمواجهة احتمال طول أمد انتظار عودة الرب ما دامت ساعة العودة لا يمكن توقّعها