رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقًا، قائلًا: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات" [18]. يرى الأب قيصريوس أسقف Arles أن هذه الرؤيا تخص الكنيسة الجامعة وقد ضمت أعضاء من كل الأمم، صاروا أولادًا لإبراهيم لا حسب الجسد وإنما بالإيمان، لكن للأسف يسلك بعضهم روحيًا والبعض جسديًا إذ يقول: [دعى إبراهيم أبًا لجمهور أمم (تك 17: 5)، إذ تؤمن الأمم بالمسيح ويصيرون أولادًا لإبراهيم بامتثالهم بإيمانه وليس خلال ولادة جسدية. أما اليهود فإذ يجحدون الإيمان يصيرون أبناء إبليس، وقد لُقبوا في الإنجيل: "أولاد الأفاعي" (مت 3: 7)، بينما استحق الأمم المؤمنون بالمسيح أن يُلقبوا أولاد إبراهيم، فالعجلة والمعزة والكبش سنهم ثلاث سنوات يشيرون مع اليمامة والحمامة إلى كل الأمم. وصفوا بأن سنهم ثلاث سنوات لإيمانهم بسرّ الثالوث. لا تضم الكنيسة الجامعة أعضاء روحيين فقط بل وجسديين أيضًا. فإن كان البعض يعلن أنه يؤمن بالثالوث لكنهم جسديون إذ هم متراخون في التخلي عن الخطايا والرذائل. توجد أيضًا نفوس روحية مع الجسديين لهذا تضم اليمامة والحمامة، فيُفهم من الحيوانات الثلاثة وجود الجسديين ومن اليمامة والحمامة وجود الروحيين. لاحظ بدقة أنه قيل عن إبراهيم أنه يشق الحيوانات الثلاثة إلى شقين كل شق يوضع مقابل صاحبه، ويقول الكتاب: "وأما الطير فلا يشقه" [10]. لماذا هذا أيها الأخوة لأنه يوجد في الكنيسة الجامعة أُناس جسديون منقسمون، أما الروحانيون فلن ينقسموا. يقول الكتاب: "ينفصل كل واحد مقابل صاحبه"؛ لماذا ينفصل كل واحد مقابل صاحبه؟ لأن الأشرار محبي العالم لا يتوقفون عن الانقسامات والافتراءات فيما بينهم، لذلك فهم منقسمون كل واحد ضد الآخر، أما الطيور، أي النفوس الروحية، فلا تنقسم. لماذا لا تنقسم؟ لأن لها قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة في الرب (أع 4: 32)... بالتأكيد اليمام والحمام المشار إليه قبلًا هو هذه النفوس، ففي اليمامة تتمثل الطهارة وفي الحمامة تتمثل البساطة. كل خائفي الله في الكنيسة الجامعة هم الطاهرون والبسطاء، يقولون مع المرتل: "يا ليت لي جناحًا كالحمامة وأطير فأستريح" (مز 55: 6)، وأيضًا "السنونة (وجدت) عشًا لنفسها حتى تضع أفراخها" (مز 84: 3). فإن الجسديين المنقسمين على أنفسهم مثقلون بقيود الرذيلة الثقيلة، أما الروحيون فمرتفعون إلى الأعالي بأجنحة الفضيلة المتنوعة، كما بجناحين، أي بوصيتي حب الله وحب القريب، منطلقين نحو السماء. هؤلاء يستطيعون القول مع الرسول: "سيرتنا هي في السموات" (في 3: 20). وإذ يقول الكاهن: "ارفعوا قلوبكم" يجيبون بتأكيد وورع أنهم قد رفعوا قلوبهم للرب. على أي الأحوال، قليلون جدًا ونادرون هم الذين يستطيعون في الكنيسة أن ينطقوا هكذا بثقة وحق]. |
|