قد سطر أحد الهجريين السودان أسمه بدران. أنه قد كان في بلاد أسبانيا أستأسر عبيداً له كثيرين من المسيحيين. الذين اذ ألتجأوا الى والدة الإله بأن تنقذهم من تلك الحال السيئة في عبوديتهم لهذا الرجل البربري، فالبتول أم الرحمة ظهرت لذاك السركسي وقالت له: كيف أنت يا بدران تتجاسر على أن تحوي عندك أسارى وعبيداً، أولئك الذين هم خاصتي ومتعبدون لي، فطع اذاً، وأتركهم معتقاً إياهم أحراراً. فأجابها بدران بقوله: ومن هي أنتِ حتى أطيعكِ أنا: فقالت له: أنا هي والدة الإله. ومن حيث أن هؤلاء المسيحيين قد أستغاثوا بي، فأنا أريد أن تعطى لهم الحرية ليكونوا ناجين من الأسر: فبدران حينئذٍ قد شعر في ذاته بأنه تغير عما كان عليه، وبالحقيقة أنه قام فأطلق كل أولئك المسيحيين معتقاً إياهم، وبعد ذلك قدم ذاته للبتول الكلية القداسة التي هي نفسها أرشدته في عقائد الديانة وحقائق الإيمان، وعمدته في حوضٍ كبير قد تعمرت فيه بعد هذا الحادث كنيسةٌ مع ديرٍ من الرهبان تابعين قانون القديس بناديكتوس.*