قد كتب العلامة لاباوس في المجلد الأول من تاريخه السنوي عن مدينة ضؤول. أنه كان في هذه المدينة (الكائنة في بلاد فرنسا) رجلٌ شريفٌ أسمه أنسالدوس متقدم في الوظائف العسكرية. فهذا الرجل اذ كان يوماً ما في معركة الحرب قد شق بسهمٍ دخل في حنكه بقوةٍ، بنوع أن الجراحين لم يقدروا أن يجدوا طريقةً بها يخرجون حديد السهم المكسور من حنكه، بدون قطع لحمانه. فأستمر هذا المسكين مدة أربع سنواتٍ يتكبد الأوجاع، ولكنه أخيراً اذ لم يعد يحتمل الآلام، وحصل في حال العدم من قبل المرض أيضاً، فأرتأى حينئذٍ الجراحون أن يفتحوا لحمان حنكه. ويخرجوا الحديد. الا أنه قبل ممارسة ذلك قد ألتجأ هو الى والدة الإله، ونذر على ذاته أن يزور أيقونتها المقدسة المكرمة في ذلك المكان، مقدماً لها كل سنةٍ كمية من المال أن حصل على الشفاء فحالما صنع هذا النذر قد شعر بأن الحديد من ذاته خرج من حنكه، وبقي في فمه. وهكذا أخرجه من دون وجعٍ بالكلية، ففي اليوم التالي أغتصب ذاته وهو في حال مرضه الشديد، وقام فذهب لزيارة تلك الأيقونة مقدماً النذر الذي صنعه. وحالما تمم ذلك فاز هناك بالشفاء من مرضة أيضاً، ورجع الى بيته صحيحاً معافى.*