رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقال: إِيَّاكُم أَن يُضِلَّكُم أَحَد! فسَوفَ يأتي كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ مُنتَحِلينَ اسمي فيَقولون: أَنا هُو! قد حانَ الوَقْت! فلا تَتبَعوهم. "قد حانَ الوَقْت " فتشير إلى معلمي الضلال لأنهم يُعلنون أنَّ النهاية قد جاءت "سيُقالُ لَكم: ها هُوَذا هُناك، ها هوْذا هُنا، فلا تَذهَبوا ولا تَندَفِعوا" (لوقا 17: 23). ويشير جواب يسوع في هذه الآية إلى علامات النهاية وعلامات مجيء ابن الإنسان. وقد فصل لوقا الإنجيلي دمار الهيَكل (لوقا 19: 27، 44) عن نهاية العالم. ويسوع أوصى تلاميذه ألاَّ يهتمُّوا كثيرًا بمعرفة موعد مجيئه بالضبط، بل أن يهتمَّوا أكثر بالاستعداد لمجيئه. ومن هذا المنطلق، إنَّ هذه الآية تدمّر كل تعاليم جماعة الأدفنتست Adventists أو السبتيين التي تحدِّد بشكل دقيق زمن مجيء السيد المسيح في آخر الزمان، إذ أعلنوا بإن نهاية العالم سنة 1843، ثم سنة 1844. وقامت أيضا جماعة شهود يهوه بتحوّيل كلمة الله من كلمة للخلاص والتمتّع بملكوت الله الحاضر داخل القلب إلى مناقشات فكريّة عقيمة ومجادلات فكريّة تخصَّ تحديد الأزمنة، الأمر الذي يرفضه السيِّد المسيح تمامًا. لكن يسوع يطلب من تلاميذه أن لا ينخدعوا من هؤلاء الأنبياء الكذبة، الذين يُخيفون الناس بتلك النبوءات حول نهاية العالم. ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم " لن يحصل المجيء الثاني للمسيح كالمرّة الأولى في بيت لحم، في مكان حقير وبدون أن يعلم أحد بذلك؛ لكنّ الربّ سيأتي بكلّ مجده، ولن يكون هنالك من حاجة للإعلان عن مجيئه. لذا، أضافَ قائلاً: "إذا قالَ لكم عندئذٍ أحدٌ من الناس: ها هوذا المسيحُ هنا، بل هنا، فلا تصدّقوه". من خلال هذا الكلام، أرادَ أن يقولَ لنا أنَّ المجيء الثاني لن يكون متواضعًا كالأوّل، بل سيتجلّى في مجده الكامل"(العظة 76). |
|