* يُظهر نفسه خلال كل الأمم، في كل العالم المحيط، في مجدٍ عظيمٍ، ولكن في ضيقةٍ عظيمةٍ. فإن حياتنا في هذه الرحلة لا يُمكن أن تكون بدون تجربة، فإن تقدُّمنا يتحقق خلال التجارب؛ ولا يعرف إنسان نفسه ما لم يُجرَّب؛ ولا يُكلَل ما لم ينتصر، ولا ينتصر ما لم يُحارِب، ولا يحارب ما لم يذق وجود عدو وتجارب. هذا الإنسان إذن يغشى (يرتبك)، فيصرخ من أقاصي الأرض، إلا أنه غير منسي. فإنه يريدنا نحن الذين هم أعضاء جسده أن نُمثل أيضًا في جسده هذا، هذا الذي يموت ويقوم ويصعد إلى السماء، لكي حيث ذهبت الرأس مقدمًا تتأكد الأعضاء أنها ستتبعه. لهذا فخلال الرمز ننتقل فيه عندما يريد لنا أن يجربنا الشيطان.
القديس أغسطينوس