![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() في ضوء كلمة الله بيَّن بطرس للتلاميذ ضرورة أن يَحِل آخر مَحَل يهوذا، وكانت رغبتهم واضحة في تتميم مشيئة الله المُعلنة في كلمته، ولذلك وضع شرطًا وتكليفًا: فالشرط أن يكون قد رأى المسيح ومعجزاته العظيمة، وسمع أقواله المُبَارَكة، «مُنْذُ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ إلى السماء». والتكليف أن يكون قادرًا على حمل مسؤولية الشهادة عن قيامة المسيح، وارتفاعه إلى السماء. فَأَقَامُوا اثْنَيْنِ: «يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ، وَمَتِّيَاسَ» لقد انطبق الشرط الذي ذكروه على هذين الاثنين، وكانا متساويان في كل شيء. احتاجوا لمعرفة فكر الرب في مَن مِن الاثنين هو الذي يريده الرب؟ لذلك لجأوا إلى الصلاة. وَصَلَّوْا قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ، عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هذَيْنِ الاثْنَيْنِ أَيًّا اخْتَرْتَهُ، لِيَأْخُذَ قُرْعَةَ (نصيب) هذِهِ الْخِدْمَةِ وَالرِّسَالَةِ الَّتِي تَعَدَّاهَا يَهُوذَا لِيَذْهَبَ إِلَى مَكَانِهِ». اتحدوا معًا في الصلاة للرب وكانت الصلاة قصيرة وهدفها مُحدَّد. نتعلم من الرسل أن نُصلي كثيرًا، ولا سيما قبل المصادقة على اختيار شخص لخدمة مُعَيَنة، مثل التفرغ لخدمة الإنجيل. وبعد الصلاة ألقوا قُرْعَتَهُمْ «فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ، فَحُسِبَ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ رَسُولاً». كان مسموحًا في العهد القديم استخدام القرعة، مكتوب: «الْقُرْعَةُ تُلْقَى فِي الْحِضْنِ، وَمِنَ الرَّبِّ كُلُّ حُكْمِهَا» (أمثال١٦: ٣٣؛ ١٨: ١٨). استخدم التلاميذ القُرعة في اختيار متياس، لأن الروح القدس لم يكُن قد جاء بعد، ولكن بعد مجيء الروح القدس نجدهم لم يستخدموها (أعمال١٣: ١-٣). لكن نعرف فكر الرب من خلال الشركة العميقة مع الرب وقيادة الروح القدس. صَادَقَ الروح القدس على متياس، لأن الرسل من ذلك الوقت فصاعدًا سُموا الاثنا عشر (أعمال٦: ٢). نلاحظ أن الرسل مع بقية المؤمنين قد استرشدوا بثلاثة أمور لاختيار بديل عن يهوذا: كلمة الله والصلاة والقُرعة، أي وجدوا في الكلمة المشورة، وفي الصلاة المعونة، وفي القرعة الاختيار. أما نحن الآن فلنا أيضًا ثلاثة أمور نسترشد بها وهي: كلمة الله والصلاة والروح القدس. |
![]() |
|