أنه يوجد مسطراً في العدد 2 من الرأس 22 من سيرة حياة الأب انطونيوس ده كولاليوس، عن أمرأةٍ جاءت يوماً ما عند الأب أنوفريوس آنا الذي من الجمعية الملقبة بالأكارين الأتقياء في مملكة نابولي لتعترف لديه بخطاياها وهي مملؤة رعدةً وخيفةً، لأجل أنها كانت معاشرة عشرةً دنسةً أثنين من الشبان، اللذين أحدهما بحركة الغيرة الدنسة قتل الآخر. ثم أخبرت هذا الأب بأنها في الساعة عينها التي فيها مات مقتولاً ذاك الشاب الشقي، قد ظهر هو لها متردياً بالسواد، مزنراً بالسلاسل، باعثاً من كل جهات جسده شهائب نارٍ متقدة، حاملاً بيده آلة حديدية. وأنه دنا منها ورفع ذراعه بذاك الحديد ليقطع به عنقها ذابحاً، وأنها هي حينئذٍ قالت له: أواه يا فلان (داعيةً إياه بأسمه) ما الذي صنعته بك، حتى أنك تريد أن تميتني: فأجابها الهالك وهو موعبٌ رجزاً وغضباً قائلاً لها: ويحكِ يا كلبة، أتقولين لي ماذا صنعتِ بي، فأنتِ قد خسرتيني الله. فحينئذٍ الأمرأة أستغاثت بأسم مريم البتول الكلية القداسة، وحالما سمع ذاك الخيال الجهنمي أسم مريم الموقر من السماويين والأرضيين، غاب عن الأمرأة ولم يعد يظهر لها، ولذلك هي بادرت الى عمل التوبة.*