منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 11 - 2022, 02:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

نوح وعريه


نوح وعريه:

إذ خرج إلى الأرض الجديدة التي غسلتها مياه الطوفان "ابتدأ نوح يكون فلاحًا وغرس كرمًا" [2]. لم يكن "عاملًا في الأرض" (تك 4: 2) كما كان قايين بل فلاحًا يغرس كرمًا، فقايين يشير إلى الإنسان الذي يصب عمله في الأرض والأرضيات ويبذل كل طاقته في الزمنيات، أما نوح فيشير إلى السيد المسيح الذي جاءنا كفلاح يغرس كرمه من جديد، أي الكنيسة التي صارت كما في أرض جديدة ترتوي بمياه الروح القدس وتغتسل بدم السيد المسيح القدوس. وقد جاء في أسطورة يهودية أن نوحًا حصل على "عُقلة" من كرم سقطت من الفردوس فغرسها.
على أي الأحوال غرس نوح كرمًا غالبًا ما كان لا يدرك فاعلية عصير الكرم المختمر...
لذا يرى بعض الآباء في نوح أنه أول من اختبر المسكر. إن كان قد سكر بمعرفة أو غير معرفة فقد تعرى، وسجل لنا الكتاب المقدس هذا الضعف ليؤكد لنا أن الخلاص لم يكن بسبب بر نوح الذاتي فإن كان بارًا إنما بسبب النعمة التي كانت تسنده في جهاده.

كشف هذا الموقف عن الآتي:

أولًا: خطورة السكر الذي يُفقد الإنسان سترته، ويعريه حتى أمام بنيه.

يقول القديس چيروم: [لا يجوز لأحد أن يقول بأن السكر ليس بخطية نقرأ عن نوح أنه سكر مرة، ولكن الله يحذرنا من أن نظن فيه أنه سكير ومدمن للخمر ].

كما يقول: [ساعة واحدة سكر فينا عرّت (نوحًا) الذي ظل مستترًا طوال ستمائة عام بالوقار ].

كما يقول: [بعد سكره تعرى جسده، فإن تدليل النفس يؤدي في النهاية إلى السقوط في الشهوة، فالبطن تتخم أولًا وعندئذ تثور الأعضاء].
ويقول القديس أمبروسيوس: [يا لسلطان الخمر، فقد جعلت ذاك الذي لم تغلبه مياه الطوفان أن يصير عاريًا! ].
إن كانت الخمر هكذا تسكر الإنسان، فتعري ذاك الذي استتر بالوقار أكثر من ستمائة عام، ذاك الذي لم تستطع أن تبلغ إليه مياه الطوفان، فإن الخطية هي بالحقيقة الخمر المسكر الذي يعري النفس ويفضحها، أما السيد المسيح فهو اللباس البهي الذي يستر النفس من فضيحتها الأبدية.

يقول القديس چيروم: [نحن ثوب المسيح إذ يلبسنا خلال إيماننا به نلبسه نحن أيضًا (كثوب لنا)، وكما يقول الرسول أن المسيح هو لباسنا، نرتديه عندما نعتمد (غلا 3: 27). فإننا إذ نلبس المسيح يلبسنا هو أيضًا!].
ثانيًا: إذ تعرى نوح أبصر حام عورة أبيه، أما سام ويافث فبوحي الناموس الطبيعي حرصا ألا يبصروا عورة أبيهما. هنا تظهر وحدة الناموس الطبيعي والناموس المكتوب وتطابقهما، إذ يحذر الناموس الإنسان من كشف عورة الأب أو الأم (لا 8: 6- 18). هذا وكشف العورة لا يفهم فقط بالمعنى الحرفي البحت، إنما ربما يقصد به عدم الاعتداء على زوجة الأب أو ارتكاب الفتاة شرًا مع زوج أمها...! لكن ما فعله حام كان فيه سخرية بأبيه المتعري بالمعنى الحرفي لمعنى التعرية.
إن كنا نرى بالإيمان كل إنسان أبًا أو أمًا أو أخا أو أختًا لنا، فليتنا لا نعري أحدًا، إنما نستر بالحب قدر ما نستطيع في المسيح يسوع ساتر خطايانا!
ثالثًا: إن كان نوح قد أخطأ بشربه الخمر وسكره حتى تعرى، فإن الله في محبته لم يخف ضفعات رجاله بل يحول حتى الضعفات للخير، كما حول خطة إخوة يوسف لهلاك أخيهم لخيرهم وخيره. لقد رأى القديس چيروم في قصة نوح هذه صورة رمزية للسيد المسيح الذي شرب كأس الألم، ومن أجلنا تعرى على الصليب، فسخر به الأشرار (حام) بينما آمن به الأمم (سام ويافث).

وكما يقول القديس چيروم: [قيل هذا كله كرمز للمخلص الذي شرب الألم على الصليب، قائلًا: "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس" (مت 26: 39). شرب وسكر وتعرى جسده... فقد جاء الكبير (حام) أي اليهود وضحك، أما الأصغر أي الأمم فغطى آلامه... وكما سكر الأب بآلامه هكذا يسكر القديسون برائحة إيمانهم، يسكرون بالروح القدس. فقد كنتم بالأمس تجمعون الذهب والآن تلقونه عنكم، أما يُحسب هذا سكرٌ في عيني من لا يفهم هذه الأمور. أخيرًا، عندما حل الروح القدس على التلاميذ وملأهم وتكلموا بلغات كثيرة اُتهموا أنهم سكارى بخمر جديدة ]. ويلاحظ أن القديس چيروم حسب حامًا هو الأكبر، وربما يقصد أكبر من يافث أو من سام، أما الأصغر ممثل الأمم فربما قصد يافث أو سام. على كلّ فقد اختلفت الآراء في ترتيب أبناء نوح، فريق يرى ترتيبهم هكذا: سام ثم حام فيافث باعتبار أنهم ذكروا هكذا في مواضع كثيرة في الكتاب المقدس، وفريق آخر يرى أن سامًا لم يكن بالبكر جسديًا لكنه ذكر أولًا لأن منه جاء الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب وظهر منه الشعب القديم الذي وُلد منه السيد المسيح حسب الجسد. وأن حامًا ذُكر بعده لمجاورته لأخيه سام، ثم يافث لبعده عن أخويه نسبيًا. ويؤيد هذا أنه في الأصحاح الحادي عشر جاءت مواليد يافث أولًا ثم مواليد حام وأخيرًا سام.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كشف الموقف نوح وعريه عن الآتي
نظريه التطور لداروين † سؤال للبابا شنوده الثالث † 1997 - hq
الصوره الرسميه لفشل نظريه النسبه والتناسب !!!


الساعة الآن 05:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025