تقدمة الذبيحة الإلهية، أو طلب تقدمتها من الغير، أم قلما يكون حضورها، أكراماً لهذه السيدة. فلا ينكر أن الذبيحة الكلية القداسة لا تتقدم سوى لله الذي تقرب له أولوياً وبدءاً، أعترافاً بسلطانه المطلق، ولكن يقول المجمع التريدنتيني المقدس (في القانون 3من الجلسة 22) أن هذا لا يمنع أن تتقدم الذبيحة الغير الدموية لله شكراً له على النعم التي وهبها لقديسيه، وللكلية الطوبى والدته، وأننا اذ نذكرهم على هذه الصورة فهم يتضرعون لله من أجلنا. ولهذا يقال في القداس:" أن تقدمتنا، كما هي لتكريمهم، فكذلك تفيدنا خلاصاً". فالعذراء المجيدة نفسها قد أوحت لأحد عبيدها، بأن تقدمة القداس على النوع السابق ذكره، وهكذا تلاوة ثلاث مراتٍ: أبانا الذي: والسلام لكِ: والمجد للآب: للثالوث الأقدس شكراً له على النعم العظيمة التي وهبها إياها. فهو شيءٌ كلي القبول لديها. لأنه اذ لم تستطع هذه السيدة أن تشكره عز وجل بكفايةٍ عن جميع النعم والأختصاصات والمواهب التي شرفها هو بها، فتسر هي جداً بأن عبيدها وأولادها يساعدونها في تقدمة الشكر عن ذلك لديه تعالى.