اهتمام الله بنوح:
الله في رعايته الفائقة لأولاده يقول: "أدخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك لأني إياك رأيت بارًا لديّ في هذا الجيل" [1] ما أجمل أن يشهد الله لأولاده، فإنها بحق شهادة صادقة! إن كانت البشرية -في ذلك الحين- قد جلبت لنفسها وللعالم الدمار، لكن يبقى الله شاهدًا لنوح ببره ومن أجله يهتم به وببيته فيدبر له الخلاص خلال الفلك بدقة فائقة. حدد له أبعاده، ونوع الخشب الذي يستخدمه، وعدد طوابقه، وإقامة كوا له... وعدد الحيوانات الطاهرة وغير الطاهرة والطيور كما سأله أن يأخذ معه من دبابات الأرض، والمؤن اللازمة، كما حدد له سبعة أيام [4] لإدخال هذا كله، وأربعين يومًا وليلة للطوفان [4] إلخ... هذا كله من أجل إنسان واحد بار ليقيم معه عهدًا (6: 18).