يقف المرتل متأملًا في مراحم الله العجيبة العاملة لخلاصه من الأشرار، وما يحل على الأشرار المصرين على مقاومتهم للحق الإلهي من تشتيت ومتاعب، فيقارن بينهم، مظهرًا أن الفارق علته قبول الاقتراب من الله أو الإصرار على اعتزاله.
* يا لعظم الرحمة التي يقدمها لي، ويظهرها لأعدائي. ليقارن الإنسان نفسه بالناس الذين يهجرهم (الله)، المختار بالمرذولين، إناء الرحمة بآنية الغضب. لينظر كيف أن الله يصنع من كتلة واحدة إناءً للكرامة وآخر للهوان (رو 9: 21).
* إنه يُظهر رحمته لزيتونة البرية المطعمة (رو 11: 17) بأغصان قُطعت بسبب الكبرياء. انظروا أين يسقطون إذ كانوا متكبرين، وأين أنتم طُعمتم عوض الذين سقطوا. لا تتكبروا لئلا تتأهلوا للقطع (يو 11: 24). القديس أغسطينوس