حينما يُلقّب الكتاب إبراهيم أنه أب لكل مَنْ يؤمن، فلا بد أن نقف عند قناعة هذا البطل من جهة الإيمان والثقة، وهل نال كل ما وعده الرب به في حياته أم لا؟
لقد تضمن وعد الرب له أربعة أمور: النسل، الأرض، الأمة، البركة. ولاحِظ معي ما ناله في حياته؛ فقد نال النسل ولكن لم يرَ الأمة. صار بركة متمتعًا بعناية الرب، ولكنه تغرب في الأرض فلم ينَل المواعيد كلها في حياته؛ ليس لأن الله حرمه بل لأنها مرتبطة بمقاصد الله في الزمن، فلن تتم كاملة الإ في نهاية الزمان في الأرض (رؤيا٢١). ولذا فالثقة تنظر لشخص الله أولاً صاحب السيادة وتثق في حكمته، بل وتنتظر توقيته. فهو أخذ الوعد بالنسل وليتحقق في إسحاق انتظر ٢٥ سنة! يا له من تدريب شاق. ولكن إبراهيم آمن بالله (تكوين١٥: ٦)، «ووَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضاً فهو يُحْيِي الْمَوْتَى وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ» (رومية٤: ٢١، ١٧)، فهو لم يرتَب في وعد الرب وأيضًا سارة مثله حسبت الذي وعد صادقًا (عبرانيين١١:١١).