القديس أفراهاط الحكيم الفارسي
أما عن آلام المسيح فقال داود: "ثقبوا يديّ ورجليّ، فصرخت كل عظامي. وهم ينظرون ويتفرسون فيّ. اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي ألقوا القرعة" (مز 22: 17-19).
وقال إشعياء: "يعرف عبدي ويتجلى ويرفع ويندهش منه كثيرون. أما هذا الإنسان فمنظره كان مفسدًا أكثر من الرجل، وصورته أكثر من بني آدم" (إش 52: 13-14). كما قال: "يُطهر أممًا كثيرين، فيذهل منه أجله ملوك" (إش 25: 15). كما قال في هذا المقطع: "صـعد كولدٍ أمامي، وكعرقٍ (جذعٍ) من أرض يابسة" (إش 35: 2). وفي نهاية العبارة قال: "هو مجروح (مقتول) لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه وبحُبره شفينا" (إش 35: 5).
بأية جراحات شُفيت البشرية؟ داود لم يُقتل، فقد مات في شيخوخة صالحة، ودُفن في بيت لحم.
وإن قالوا أنه يتحدث عن شاول بقوله أن شاول قُتل على جبال جلبوع في معركة مع الفلسطينيين (1 صم 31: 4). وإن قالوا ثقبوا يديه ورجليه حين علقوا جسمه على سور بيت شأن (1 صم 31: 10)، فهذا لم يتم في شاول. عندما ثقبوا أعضاء شاول لم تشعر عظامه بالألم لأنه كان قد مات. بعد موته علقوا جثته وجثث بنيه على سور بيت شأن. حين قال داود: "ثقبوا يديّ ورجليّ، فصرخت عظامي"، قال بعدها العبارة التالية: "أما أنت يا الله أسرع إلي معونتي، أنقذ من السيف نفسي" (مز 22: 19-20).