رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اَللهُمَّ كَسِّرْ أَسْنَانَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمِ. اهْشِمْ أَضْرَاسَ الأَشْبَالِ يَا رَبُّ [ع6]. كثيرًا ما يتطلع الكتاب المقدس إلى الأفواه والأسنان كما الألسنة والشفاه أنها تشير إلى قوة الاعتداء والافتراس. فمن جانب تستخدم الوحوش المفترسة أنيابها عند هجومها على الفريسة. ومن جانب آخر، فإن الهراطقة والملحدين يستخدمون أفواههم للتجديف على الله، وتضليل المؤمنين عن الحق. يقول المرتل: "قم يارب، خلصني يا إلهي. لأنك ضربت كل أعدائي على الفك. هشمت أسنان الأشرار" (مز 3: 7). كما يقول الحكيم: "جيل أسنانه سيوف، وأضراسه سكاكين لأكل المساكين عن الأرض، والفقراء من بين الناس" (أم 30: 14). تذكر داود النبي كيف قتل أسدًا ودبًا لإنقاذ غنم أبيه (1 صم 17: 36)، لذا يقول: "الرب الذي أنقذني من يد الأسد، ومن يد الدب، هو ينقذني..." (1 صم 17: 37). الآن مهما ظن الأعداء أنهم أشبال أقوياء قادرون على الافتراس بأنيابهم، فإن الرب قادر أن يكسر هذه الأنياب. تارة يشبههم بالحيات التي تبث السموم في جسم الإنسان بأنيابها، وأخرى بالأشبال المتعطشة إلى سفك دم الفريسة، تمزقها بأنيابها. * أسنان الأشرار هي أقوالهم، لأنه كما أن الحية سمها في أسنانها، كذلك الأشرار. فإن الضرر هو في أقوالهم البارزة من أفواههم وأسنانهم. وأما الأنياب، فنُقال عن قوتهم الطاغية. لأن قوة السباع في أضراسها، وأنيابها التي تفترس بها، فيسحقها الله ويهشمها، وينجي المظلومين من أذيتهم. الأب أنثيموس الأورشليمي يرى القديس أغسطينوس أن الذين جاءوا يجربون السيد المسيح، سألوه إن كانوا يدفعون الجزية لقيصر أم لا، هم أشبه بالحيات السامة. وإذ أخرج الإجابة من أفواههم "كسَّر أسنانهم في أفواههم". وأما الذين ثاروا ضده، صارخين: "اُصلبه، اُصلبه" فكانوا يزأرون كأسود أو أشبالٍ مفترسة. وقد هشَّم السيد أضراسهم تمامًا. * ماذا يعني: "في أفواههم"؟ فعل هذا هكذا، جعل أفواههم ذاتها تشهد ضدهم. إنهم يلتزمون بالحكم على أنفسهم ذاتها. * أسنان الخطاة يمكن أيضًا أن تعني زعماءهم الذين يستخدمون سلطانهم ليقطعوا البشر عن طريق الاستقامة، ويضمونهم إلى جماعة فاعلي الشر. مقابل هذه الأسنان توجد أسنان الكنيسة الذين بسلطانهم يُقطع المؤمنون من أخطاء الوثنية والتعاليم الهرطوقية، وبهذا يوُجهون نحو العودة إلى الكنيسة، جسد المسيح. بهذه الأسنان أمر بطرس أن يأكل الحيوانات عندما ذُبحت، أي بقتل الوثنية التي للأمم، وتغييرهم إلى ما هو عليه (كأعضاء في جسد المسيح). القديس أغسطينوس * لنبكِ عليهم لا يومًا ولا يومين، بل كل أيام حياتنا. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|