ضرب يسوع هذا المثل ليُعلم تلاميذه كيف ينبغي أن يصلوا مبيّنا اختلاف الفِرِّيسي والعَشَّار في الروح والغرض في الصلاة. فكانت صلاة العَشَّار دُعاء وليس خطاب كصلاة الفِرِّيسي. وسال الله حاجاته الشخصية ولم يلتفت إلى خطايا غيره كما فعل الفِرِّيسي. واقترنت صلاته بالتواضع والاعتراف بإثمه بعكس الفِرِّيسي التي اقترنت صلاته بالكبرياء والاعتزاز بفضائله وأعماله، وكذلك اتكل العَشَّار في صلاته على رحمة الله بعكس الفِرِّيسي التي اتكل على بره الذاتي وأخيرا، كانت صلاة العَشَّار صادرة من قلبه لا من شفتيه كالفِرِّيسي.
لخّص القديس يوحنا الذهبي الفم هذا المثل بقوله "أن الفِرِّيسي ركب مركبة يجرها البرّ مع الكبرياء بينما مركبة العَشَّار تجرها الخطيئة مع التواضع؛ الأولى تحطمت وهوت، والثانية ارتفعت وعلت بعد أن غُفرت خطايا العَشَّار بتواضعه". كم هو مفيد تواضع الروح، وكم هو مفسد الكبرياء؟