لنيسر الصداقات الفتوية بشرط أن تساعد المراهق على الخروج من ذاته، حسب هذا الدستور الجميل لسانت أكسوبيري: "ليست الصداقة أن ننظر أحدنا إلى الآخر، بل أن ننظر معًا بإتجاه واحد". لننيرنّه بفطنة في اختيار الصديق لأن الصداقات تستطيع أن تترك في العقلية اللينة التي لهذه السن آثاراً عميقة. لنعرف كيف نريه في المسيح الإله، الذي بتجسده شاء أن يكون مماثلاً لإخوته في كل الأمور، المثل الأعلى للصديق، هذا المثل الأكثر تفهمًا والأكثر محبة. وأن نريه فيه أيضاً الرئيس الذي يتبعه المرء، مقوداً من حماس مثير، في المغامرة الكبرى التي يخوضها بكلّيته، متحملاً على حد قول فرنسوا مورياك "أكبر مجازفة، مجازفة البذل الكامل". إن المغامرة الروحية قادرة كل القدرة على استخدام الحاجة للمشاكسة عند المراهقين والحيوية التي يشعرون بكثرة امتلائهم بها وحاجتهم القوية إلى العطف إذ إنها تستطيع أخذ هذه المشاعر كلها وتصعيدها. في هذه المغامرة ينبغي على المراهق أن يقود الصديق الذي اختاره وأن يدع نفسه يقاد منه، على نهج ذاك الزوج العجيب المؤلف من طالبين إثنين أصبحا فيما بعد القديس باسيليوس الكبير والقديس غريغوريوس النازينزي.