صلاة تحتقر الآخرينلم يكتفِ الفِرِّيسي في صلاته بثقَته ببرِّه المزعوم بل احتقر الآخرين مبتعداً عن العبادة المتواضعة الداخلية والاتكال على الله. صلّى إلى الله شاكرا إيَّاه، لأنه اعتبر نفسه " ليس كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين"؛ ولسان حاله: أنا لست مثل العَشَّار، بفضل أعمالي الصالحة، أنا لست بخاطئٍ. فهو مترفعٌ عن الناس ويحتقرهم ويعتز بنفسه مُتَّهمَ العالم كله جهرًا، حاسبًا نفسه أفضل من جميع البشر عِلما أنَّ الشريعة تدعو بعدم التعالي على الأخوة (تثنية الاشتراع 7: 17) ويُعلق القديس يوحنا فم الذهبي "لم يكفيه الازدراء بكل جنس البشر، لكنه هاجم أيضًا العَشَّار. ربما كان خطأه أقل لو لم يهاجمه، لكن بكلمة هاجم الغائبين، وجرح من هو حاضر".