رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصياد. الفخ اِنكسر ونحن نجونا" (مز 123: 3). لم يقل المرتل: "إني كسرت الفخ"، فإن داود لا يجسر أن ينطق بهذا، بل يقول: "معونتنا من عند الرب" (مز 123: 8)، مشيرًا إلى الكيفية التي بها تُحل الفخاخ، متنبئًا عن مجيء ذاك الذي سيحطم الفخاخ التي أعدها إبليس. غير أن أفضل الطرق لتحطيم هذا الفخ هو عرض الطُعم لإبليس، حتى إذا ما اِنقض على فريسته، انطبقت عليه الشباك، وعندئذ يمكنني أن أردد قائلًا: "نصبوا لرجليَّ فخاخًا فسقطوا فيها". ترى ما هو هذا الطُعم؟ كان ينبغي أن يأخذ جسد تواضعنا وضعفنا لكي يصلب هذا الضعف. لأنه لو أخذ (جسدًا) روحانيًا ما كان له أن يقول: "وأما الروح فنشيط، وأما الجسد فضعيف" (مت 26: 41). اسمعوا إذًا كلا الصوتين: صوت الجسد الضعيف، وصوت الروح النشيط. "يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عنيِّ هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت" (مت 26: 39). هذا هو بذل الروح وقوتها. لقد تنازل فأخذ جسدنا، تنازل وحمل بؤسنا وضعفاتنا، ومن المؤكد أن لاهوته لم يتأثر بهذا (لم يتألم)، بل حتى ناسوته ذاته اِستهان بهذه الأعمال (الآلام)، لكنه احتملها وقاساها. فلنتبع إذًا المسيح، إذ كما جاء في الكتاب: "وراء الرب إلهكم تسيرون، وإيَّاه تتَّقون" (تث 13: 4). وبمن ألتصق إلاَّ بالمسيح، كما يقول الرسول بولس: "وأما من اِلتصق بالرب، فهو روح واحد" (1 كو 6: 17). فلنتبع خطوات الرب، بهذا نرجع من البرية إلى الفردوس. القديس أمبروسيوس |
|