![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أمَّا الجابي فوَقَفَ بَعيداً لا يُريدُ ولا أَن يَرَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، بل كانَ يَقرَعُ صَدرَه ويقول: الَّلهُمَّ ارْحَمْني أَنا الخاطئ! "يَقرَعُ صَدرَه" فتشير إلى نفس خاطئة ومُذنبة تطلب ندامة واستغفاراً وعفواً، وتُعبِّر عن حزنٍ شديدٍ (لوقا 23: 48) وشكواه على نفسه. والعَشَّار بقرعه صدره أشار إلى قلبه، نبع النجاسة لأن "القَلبُ أَخدَعُ كُلِّ شيَء وأَخبَثُه فمَن يَعرِفه؟" (إرميا17: 9)، ويعترف بنجاسته "لأَنَّهُ مِن باطِنِ النَّاس، مِن قُلوبِهم، تَنبَعِثُ المَقاصِدُ السَّيِّئةُ والفُحشُ وَالسَّرِقَةُ والقَتْلُ والزِّنى والطَّمَعُ والخُبثُ والمَكْرُ والفُجورُ والحَسَدُ والشَّتْمُ والكِبرِياءُ والغَباوة. جَميعُ هذِه المُنكَراتِ تَخرُجُ مِن باطِنِ الإِنسانِ فتُنَجِّسُه"(مرقس7: 21-23)؛ إن حركة قرع الصدر تكررَّت أيضا في موضعين في إنجيل لوقا: في طريق يسوع إلى الجلجلة عندما "تَبِعَه جَمعٌ كَثيرٌ مِنَ الشَّعب، ومِن نِساءٍ كُنَّ يَضربنَ الصُّدورَ ويَنُحنَ علَيه"(لوقا 23: 27) والمرة الثانية بعد موت يسوع. "فَلَمَّا رأَى قائِدُ المِائَةِ ما حَدَثَ، مَجَّدَ اللهَ وقال: ((حقّاً هذا الرَّجُلُ كانَ بارّاً!)) وكذلِكَ الجَماهيرُ الَّتي احتَشَدَت، لِتَرى ذلِكَ المَشهدَ فعايَنَت ما حَدَث، رَجَعَت جَميعاً وهي تَقرَعُ الصُّدور" (لوقا 23: 47). وانطلاقا من هذه النظرة تتغير نظرتنا إلى أنفسنا، ونرى كل شيء يتغيَّر. |
![]() |
|