* حاليًا يأتي البرّ من الإيمان، إنه البدء الذي يهبنا إياه الروح. يبدأ حينما نتعرف على أفعالنا الشريرة، عندما لا نعود نبرر خطايانا، لكنه يبلغ الكمال فقط عندما يُبتلع الموت إلى غلبة.
في اللحظة التي فيها لا نزال وسط المعركة نُحارب ونُجرح، نسأل أنفسنا: من الذي يغلب؟ أيها الإخوة، الغالب هو ذاك الذي يعتمد على الله، الذي يحثه وهو يحارب، ولا يعتمد على قوته. للشيطان خبرته في الحرب، لكن إن كان الله معنا فسنغلبه. يحارب الشيطان بذاته، فإن حاولنا أن نفعل ذات الأمر، فسيغلب.
إنه محارب مختبر، لهذا فلتستدعي القدير ليقف ضده. ليقطن فيك ذاك الذي لا يُغلب، فستغلب ذاك الذي عادة ما ينتصر. من هم الذين يغلبهم؟ أولئك الذين قلوبهم فارغة من الله.
الحب هو كمال ناموس الله وغاية وصاياه. إننا لم نأخذ الناموس الذي يهددنا من الخارج، بل ناموس البرّ في قلوبنا .
القديس أغسطينوس