القديس كيرلس الكبير
في إحدى رسائله الفصحية كتب حديثًا يوجه للشخص الغني:
[من سيحصل على ما اقتنيته بالفعل؟ يليق بك أن تفعل ما هو أفضل: أن تجري عدلاً وبرًا "كقول النبي (راجع إر 33: 15). الآن إجراء البرّ في رأينا هو الحنو على أخٍ أو أختٍ لنا بالحب والمودة المشتركة والرحمة التي تهب نصرات على النار الأبدية. فإن إله كل الكرامات الرحوم يرغب في تكريم من تحمل نفوسهم علامات اللطف، إذ يقول: "كونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" (لو 6: 36). فكما أن الأب يحب طفله متهللاً بالمولود عندما يرى شكله مشرقًا بالجمال في نسله، وأحيانا يثور فيه حب أعمق، هكذا أيضًا إلهنا إذ يري في محبته للفضيلة نفسًا تقبَّلت شكل الصلاح متأصلاً فيها، يتأكد أن هذا ليس بأمرٍ باطلٍ. إنه يكللها بالرجاء والنعمة وينزع عنها كل تلوثٍ، ويقيمها إلى شركة القديسين. إنه يقول: "الصدقة تنقذ من الموت وهي تغفر كل ذنب" (طو 2:9)