ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا شودة الثالث بين الصمت والكلام بعض الناس – لخوفهم من أخطاء اللسان، يفضلون الصمت. ويقولون إن الصمت أفضل من الكلام، وأكثر حرصًا منه. وفي الحقيقة انه ليس في كل كلام خطيئة، ومنه ما هو نافع. كما أنه ليس كل صمت فضيلة. فأحيانًا ندان على صمتنا... والإنسان يعرف متى يصمت، ومتى يتكلم. وكيف يتكلم بحيث لا يخطئ. وكما قال سليمان الحكيم "تفاحة من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في حينها". فما هي إذن الأمثلة التي من الكلام النافع؟ إن كثيرًا من السوّاح كانوا يأتون من أقاصي الأرض إلى بعض نسّاك مصر المتوحدين يطلبون من أفواههم كلمة منفعة. وكانت كل كلمة منهم لها عمق وتأثير بحيث تثبت في آذان وعقول سامعيهم، ويتخذونها مصدر هداية لهم في طريق الحياة. حقًا إن الذين لا يتكلمون إلا قليلًا، يكون لكلامهم وزن معين لا يقدر بثمن... وللآن ما زال البعض يطلب كلمة منفعة من الحكماء أي من الذين يثق بحكمتهم، أو يثق بعلاقتهم بالله وبعمق تفكيرهم وبخبرتهم في الحياة، وحسن توجيههم. وكما يطلب البعض كلمات المنفعة ويحرص عليها، كذلك يطلب كلمات البركة ويسعى إليها... بركة من أحد الوالدين أو من كليهما.. وبركة من شيخ بار له دعواته الطيبة، وبركة من مرشده الروحي... إن كلمة البركة تسعد الإنسان وتبقى معه كل حياته، وبخاصة لو كانت بركة شاملة، تحل عليه وعلى أولاده، وعلى بيته، وعلى كل ما تمتد إليه يده، وهكذا كل ما يعمله ينجح فيه... ويتعود هو على حياة البركة، ويحرص على أن يبارك الطعام قبل أن يأكله، ويطلب من الله أن يبارك ماله. فالقليل الذي في يده يصبح بالبركة كثيرًا، ولا يعوزه شيء. أيضًا من كلام المنفعة: كلام التعليم والوعظ والإرشاد. إنه مثل الماء للفردوس الجدد، يروى النفس ويشبعها وينميها... ومن أهميته لا تخلو منه دور العبادة، ولا كل مراكز الإرشاد... ولا يستغنى الإنسان عن كلمة التعليم مهما كبر. إنما تختلف في عمقها حسب سنه. وطوبى للإنسان الذي يطلب كلمة التعليم طول عمره، من المهد إلى اللحد، وبخاصة من هو اكبر منه سنًا أو أعمق منه حكمة أو أكثر منه خبرة بالحياة... وإن كان الكل تنفعهم كلمة التعليم، فإن البعض يحتاج إلى كلمة التشجيع، وبخاصة إن كانوا من المبتدئين أو الصغار. كلمة التشجيع تحفز همتهم إلى المزيد، وتزيل منهم عامل الخوف. ولسنا نقصد فقط المبتدئين من جهة العمر، إنما أيضًا المبتدئين في أي عمل جديد، أو في أية دراسة أعلى، أو في وظيفة إدارية كبرى... كلهم يحتاجون إلى كلمة تشجيع. كذلك المقدمون على مغامرة ما، أو على إصلاح إدارة شمل الفساد كل فروعها. وربما تطهيرها من المفسدين يكون أمرًا مخيفًا لأنهم تدربوا على تدمير كل شيء. لذلك العمل في وسطهم يحتاج إلى كلمات التشجيع لئلا ييأس المصلحون ويفشلوا... من الكلمات النافعة المطلوبة أيضًا كلمات الصلح والسلام والتهدئة. وما أصدق عبارة "الجواب الليّن يصرف الغضب". ولا شك أنه أيضًا يهدئ النفس. وكذلك كل كلام المصالحة الذي بواسطته ينتهي الخصام، وتعود المحبة، ويسود السلام. وبنفس الوضع كل كلمة لتهدئة الخواطر والمشاعر الثائرة. وطوبى لصانعي السلام بكافة الطرق. وليس السلام فقط لازم في الصلح بين المخاصمات، وإنما كلمة السلام لازمة في كل لقاء وفي كل مقابلة. ونحن نلقى السلام على كل من نلتقي به، ونعتبر هذا أمرًا واجب ومن الكلمات اللازمة، كل كلمة في مناسبتها: * كلمات التعزية لمن فقدوا عزيزًا عليهم في وفاة أو في حادث اليم. وهى كلمات لازمة، ويؤاخذ من يقصر في قوله. * كلمات التحية والترحاب بكل زائر يزورنه. * كلمات الوداع لمن يفارقنا في سفر طويل. * كلمات الشكر نقولها لكل من قدم لنا خدمة معينة، أو لمن قدّم هدية في مناسبة عيد أو حفل. * كلمات التهنئة نقولها لكل من نجح في امتحان، أو لمن فاز بجائزة أو بتقدير، أو لمن قدم من السفر بسلامة الله. * كلمات النصح نقولها لصديق حتى يحترس من خطر معين، أو يستعد للقاء هام، أو يقدم على مشروع جديد. كل هذه كلمات لازمة، ولا يمكن أن نقصر فيها معتذرين بفوائد الصمت. فكل صمت في المناسبات السابقة هو خطأ نلام عليه. كذلك من المواقف التي يلزم فيها الكلام: الدفاع عن الحق إذا ما سئلنا في ذلك، أو حينما نشعر أن الواجب يلزمنا أن نقف وندافع، وبخاصة لكي ندفع الضيم عن مظلوم يفتك به من هو أقوى منه! هل في مثل هذه الحالة نصمت عن الشهادة للحق أو عن الدفاع عن المظلوم؟! ظانين أن الصمت فضيلة؟! كلا أن الصمت في هذه الحالة هو خطيئة... من الكلمات اللازمة أيضًا والمفرحة كلمات العفو والمسامحة: يقولها أحد الرؤساء لمرءوسي له قد اخطأ. أو يقولها أب لأبنه الذي ينتظرها من فمه، أو يقولها حاكم لمجموعة من شعبه... كلها كلمات تفرح القلب، وتنقذه من ضيق كان يجثم على صدره، ومن ذنب كان يزعجه في نومه وصحوه... إن الصمت عن منح كلمة العفو يزعج النفس، وكذلك التأخير في النطق بها... ومثل كلمة العفو، كل كلمة تفرح القلب إذن ليس كل صمت فضيلة... إنما الصمت يحسن في المواقف التي تناسب ذلك... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قداسة البابا شودة الثالث| فى الحكمة |
قداسة البابا شودة الثالث| في العلم |
قداسة البابا شودة الثالث | المعرفة |
قداسة البابا شودة الثالث | كيف؟ |
قداسة البابا شودة الثالث الفضيلة |