بنوع فائق على كل ما سواه أظهرت هذه الأم الإلهية طاعةً كلية السمو! وتكميلاً لأرادة الله قدمت هي أبنها بحسن خضوع تام ضحيةً للموت على خشبة الصليب. من أجل خلاص العالم بثبات عزمٍ وبشجاعةٍ فريدةٍ، حتى أنها كانت مستعدةً لتتميم المشيئة الإلهية. وطاعةً للمراسيم الأزلية لأن تصلب بيديها ذاتيهما أبنها هذا الحبيب، لو أنه لم يوجد الصالبون، كما يقول القديس أيدالفونسوس. ولذلك العلامة بيدا المكرك في ارأس40 من تفسيره بشارة لوقا عند تكلمه على الجواب الذي أعطاه مخلصنا لتلك الأمرأة التي رفعت صوتها من الجمع وقالت له: طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما. اذ أجابها مخلصنا: أنما الطوبى للذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها: (لوقا ص11ع27) قد كتب هكذا: أن مريم البتول قد وجدت سعيدةً مغبوطةً طوباويةً لأجل طاعتها للمشيئة الإلهية أكثر مما لأجل حال كونها أختيرت والدةً للإله وحملته تعالى في بطنها وأرضعته ثدييها.**