منذ فترة وجيزة وبينما أنا أقرأ هذه الآية، لفتت انتباهي بشدة هذه العبارة المؤثرة "دعاني بنعمته".
ويا له من أمر مدهش حقاً! هل الله العظيم يدعو شخصاً نظيري؟! هل لخاطئ مثلى هذه الدعوة العجيبة؟
كيف يكون هذا؟ الإجابة بكل بساطة هي أنه "دعاني بنعمته". فعندما أخطأ آدم وحواء بعصيان الرب وعدم إطاعة كلامه، نقرأ دعوة الرب الإله لهما "فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت؟" (تك 3: 9 ) . فالله في نعمته أخذ يبحث عنهما رغم كونهما خاطئين.
فهو "إله كل نعمة" الذي يبحث بمحبة قلبية عن خلائقه المسكينة الخاطئة. فالله لم يدعُ بولس لكونه أحسن أخلاقاً وتربية من غيره، ولا لمركزه الأدبي الرفيع في المجتمع كشخص يتمتع بالجنسية الرومانية، وينتمي إلى جماعة الفريسيين. أو لأنه كان متقدماً في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابه وكان أوفر غيرة في تقليدات آبائه (غل 1: 14 ) .
كلا! ولكن الله دعاه بالنعمة، والنعمة فقط!
وهكذا الحال معنا نحن أيضاً. فكلنا قد دُعينا بالنعمة، ومن فرط كرم قلب الله، لأنه مكتوب "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم، هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد" (أف 2: 8 ،9). ولكن هذا ليس نهاية المطاف. فغرض الله من دعوتنا للخلاص وقبولنا شخص المسيح كالفادي والمخلص، هو أن نذيع تلك الأخبار السارة، والبشارة المفرحة لكل القلوب، والتي علينا أن نذيعها للكل. كقول السيد "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (أف 2: 8 ) . فهذه هي مسئوليتنا نحن الذين تمتعنا بالخلاص العظيم.
وتوجد أغراض أخرى كثيرة إليها قد دُعينا. فدعونا نذكرها ونتأمل فيها لتلذذ نفوسنا وتعزينا :-
(1) دُعينا للقداسة (1بط 1: 15 ) .
(2) دُعينا للسلام (1كو 7: 15 ) .
(3) دُعينا إلى شركة المسيح (1كو 1: 9 ) .
(4) دُعينا للآلام (1بط 2: 21 ) .
فيا لها مـن دعـــــوةٍ ساميـــة المقـــــام
فيها لنا كل الغنـــى والمجد والســلام