أَمَّا أَنَا فَإِلَى اللهِ أَصْرُخُ،
وَالرَّبُّ يُخَلِّصُنِي [ع16].
إذ بلغ المرتل إلى المرارة، صرخ إلى الله بالصلاة، فتغيرت لهجة كلامه، لأنه وُجد فيه المعين الحقيقي القادر أن يخلصه، بينما اكتشف دهاء الشرير وخداعه، الذي ينطق بكلمات لينة كالزيت، وهي سيوف مسلولة للقتال.
* إذ لم يكن الشيطان راغبًا في الرحيل بعد، بل بغطرسة يتقوَّى علينا، وفي لحظةٍ ما يغرينا بتملقاته لكي يفترسنا بطريقه أفضل عند التذمر، ويصرخ بمرارة كي يرعب قلوبنا، يجب ألا نظهر ضعفًا وننهار بجبنٍ أمامه.
يجب أن نشدد أنفسنا بالأكثر ضده، مستخدمين كل الوسائل الممكنة لكي نقاومه ونبعده عنا، صارخين نحو الله لنرجوه أن يخلصنا منه (راجع مز 55: 16).
نعم ومن عمق قلوبنا يجب أن "نقدم بصراخٍ شديدٍ ودموعٍ طلبات وتضرعات" (راجع عب 5: 7)، ونناديه ليسمع صراخنا، وينقذنا من يد الشيطان، لأن له القدرة على خلاصنا وتمكيننا من طرده عنا مخزيًا، ورأسه مضروبة بحجارة روحية تنطلق نحوه من أفواهنا .
الأب مرتيروس السرياني - Sahdona