رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تنفتح السماوات أمام المتألمين ليدخلوا كما إلى عرش الله القدير، فيدركوا أن شئون البشر لا تسير بطريقة عشوائية، وإنما بتدبيرٍ إلهيٍ عجيبٍ. فالله ضابط الكل يهتم بكل ما يمس حياة الإنسان. هذا هو سرّ تعزيتنا وسط الضيق. فنردد القول: "عند كثرة همومي في داخلي، تعزياتك تلذذ نفسي" (مز 94: 19)، "لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا، كذلك بالمسيح تكثر تعزياتنا أيضًا" (2 كو 1: 5). * حيث ذُكر في الأناجيل الثلاثة أنهم "لن يذوقوا الموت" (مت 16: 28)، في حين ذكر كُتّاب آخرون أمورًا مختلفة فيما يختص بالموت، فلن يكون خروجًا عن الموضوع أن نذكر ونفحص تلك الفقرات التي عالجت "تذوق الموت". فالمزمور يقول: "أي إنسان يحيا ولا يرى الموت؟ (مز 89: 48). وفي موضع آخر: "ليبغتهم الموت، لينحدروا إلى الهاوية أحياء" (مز 55: 15). أما إشعياء فيقول، إن الموت وقد تجبر قد ابتلعهم (إش 25: 8). وفي سفر الرؤيا ورد أن الموت والهاوية تتبعهم (رؤ 6: 8). في هذه الفقرات يبدو لي أن تذوق الموت شيء، ورؤية الموت شيء آخر. وشيء آخر أن يبغت الموت البعض. وآخر اختلف عن كل ما سبق تميز في الكلمات: إن الموت وقد تجبر ابتلعهم. ثم آخر كما جاء في الكلمات: "الموت والهاوية تتبعهم ". العلامة أوريجينوس * قال الرب عن يوحنا البشير: "إن كنت أريد أن يبقى حتى أجيء" (يو 21: 22). نحن لا نعتقد أن المقصود هنا يوحنا وحده، بل هي دعوة موجهة عامة لكثيرين. فالرب لم يستبعد موت الجسد بل موت الروح. لأنه يوجد أموات يعيشون، ويوجد أحياء قد ماتوا! مثال ذلك تلك المرأة المتنعمة التي قد ماتت وهي حيَّة (1 تي 5: 6). وكما هو مكتوب: "ليباغتهم الموت، لينحدروا إلى الهاوية أحياء" (مز 55: 15). فإنه يوجد من ينزلون الهاوية أحياء، إذ بالخطية ينزلون إلى الهاوية، ويقيمون في مكان الموت. بالحري أحياء هم أولئك الذين لم تنتهِِ حياتهم عند موت الجسد، مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب، الذين نعرف أنهم أحياء بحسب سلطان الكلمة الإلهية، فالله: "إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب، ليس إله أموات، بل إله أحياء" (مت 22: 32). القديس أمبروسيوس |
|