رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب هو تجسيد لعدالة الله المطلقة ولحكمته ومحبته، ولكمال صفاته الإلهيّة، على عكس ما يراه البعض من أنه يتنافى مع العدالة الإلهية. يقول الرسول بولس " فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله. فالمسيح البار لو كان أجبر على حمل دينونة الناس الأشرار ومات ضد إرادته لكان ذلك فعلاً منافياً لعدالة الله، أما وأن الرب يسوع اختار برغبته وبدافع محبته أن يحمل عار البشر وخطيتهم فإننا نرى في صلبه عدالة الله الكاملة لأنه إذ سبق وأعلن أن أجرة الخطية موت، لم يخفف هذه الأجرة على ابنه الوحيد الحبيب حين "وضع عليه إثم جميعنا" لكي يصير "لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي". فالمسيح لم يمت شهيداً كأنه عن ضعف، لكنه مات حباً لخاصته، ليقدّم الفداء لكل من يؤمن به وقد شهد المسيح نفسه مؤكداً ذلك بالقول "لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً. وهنا نرى أن المسيح بسلطانه اختار أن يضع نفسه ولم يأخذها أحد منه. أنبياء الله في العهد القديم تنبأوا عن تجسد المسيح وعن صلبه قبل أن يتم بآلاف السنين، والذبائح كلها كانت ترمز إلى ذبيحة المسيح، وعيد الفصح الذي يُرش فيه دم شاة صحيحة على القائمتين والعتبة العليا، إنما يرمز إلى دم المسيح الذي يحمي من الهلاك بستر الخطايا. "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."يوحنا 3: 16. فالمسيح الذي ارتفع عن الأرض، قد رفع خطية الإنسان وأعاد الشركة بين الإنسان وبين الله التي انقطعت بسبب الخطية وردّ الإنسان إلى ملكوت الله.. كذلك في ارتفاع المسيح فوق الصليب نرى دينونةً للعالم وطَرْحٌ لرئيس العالم "الشيطان" خارجاً مهزوماً ، ففكر الله من وراء الصليب ليس مجرد استبدال موضع البريء بالمذنب والمذنب بالبريء بل هو عمل أعظم بكثير من إدراك عقولنا عمله المسيح بدافع محبته ليدين ويطرح رئيس هذا العالم خارجاً وليفدي شعباً له ويجذبهم إليه. لكل ذلك كان لا بد أن يموت المسيح وموته لم يكن متنافياً مع عدالة الله بل جاء مؤكداً لها . لذلك يقول الكتاب المقدس "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل إثم" فالله يغفر خطايا التائبين المعترفين بخطيتهم والواثقين في كفاية ذبيحة المسيح على أساس أمانته وعدالته.. فتعال إليه بكلّ خطاياك وأثقالك وضع ثقتك في عمله الكفاري الكامل لأجلك على الصليب. |
|