جاء عنوان هذا المزمور في الترجمة السبعينية: "في التسابيح"، ودُعي في العبرية "قصيدة لداود"، مع أن المزمور في حقيقته هو مرثاة شخصية كتبها داود النبي وهو مرّ النفس. كتبها حين شاهد ألصق صديق له، وهو أخيتوفل، الذي أقامه مشيرًا له، كان يأكل معه، ويسير معه في بيت الرب، يحرض ابنه أبشالوم، ويخطط له، لا ليحتل كرسيه فحسب، وإنما ليأتي برأسه (2 صم 15). ما أصعب على النفس أن ترى الصديق الحميم قد انقلب إلى عدوٍ عنيفٍ ومخادعٍ بلا سبب! ومع هذا كله فقد سجل لنا النبي مرثاته بروح التسبيح والفرح، إذ لم يتطلع إلى خيانة أخيتوفل أو تمرد أبشالوم، وإنما انسحب كل قلبه وفكره إلى معاملات الله معه. لقد حوّل الله مرثاته إلى تسبحة!