رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا تواضروس الثانى مبادئ أساسية عن فضيلة العطاء :- 1 ـ الإنسان بحاجة إلى أن يعطي :- إذ يحقق هذا وجوده وكيانه ويشعره بقيمته وآدميته ، وهذا الشعور هـو إحدى مكونات الشخصية الناجحة ، حتى أن علماء النفس كثيراً مـا يـذكرون أن العطاء مصحوب براحة قلبية . لذلك عندما يعطي أب ابنه الصغير مالاً لكي ما يضعه الصغير في صندوق العطاء ، فإنه يزرع هذه الفضيلة فيه منذ الصغر ، بل وينمي شخصيته . وكذلك الأب الذي يساعد أولاده لكي ما يقدموا هدية لوالدتهم أو صـديق لهـم في أي مناسبة فإنه ينمي داخلهم هذه الفكرة . ٢ ـ الله ليس محتاجاً على الإطلاق لما تعطيه :- مهما كان ومهما ارتفعت قيمته المادية أو المعنوية ، والسبب أن اللـه هو مصدر كل عطية .. فهو الخالق والواجد لهذا العالم ، ويعقـوب الرسـول يـذكرنا : " كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هـي مـن فـوق ، نازلـة مـن عنـد أبـي الأنوار ، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران " ( یع ۱ : ۱۷ ) . 3ـ العطاء هو وسيلة للتعبير عن مشاعرك نحو الله : تأمل معي في قصة السامرية حين قابلهـا رب المجـد وقـال لـهـا : " أعطيني لأشرب " ( يو ٤ : ٧ ) ، فهو له المجد لم يكن محتاجاً للماء ، لأن من عنده تجـري كـل الأنهار ، وإنما كان في حاجة أن يعرف حقيقة مشاعرها الداخلية نحوه . وفضيلة العطاء أو الصدقة تشكل إحدى ركائز الحياة الروحية ( صـوم + صلاة + صدقة ) ، والمعروف أن كلمة " صدقة " وكلمة " صديق " مـن أصـل لغـوي واحد ، فكأن الصديق هو الذي يصنع الصدقة وعندما قال سليمان الحكيم : " اذكر خالقك في أيام شبابك " ( جا ١٢ : ١ ) إنما كان يتحدث بلغة العطاء ، لأنه معروف أن حياة الإنسان تنقسم إلى مراحـل متتابعة : ( الطفولة ـ النضج / الرجولة ـ الشيخوخة ) .. المرحلتان الأولى والثالثة هما مرحلتا أخذ ، أما المرحلة الثانية وتحوي في داخلها مرحلة الشباب إنما هـي مرحلة عطاء بالدرجة الأولى . وأنت يا صديقي تستطيع أن تعطي في فترة شبابك ورجولتك أكثر من أي مرحلة أخرى . لك أن تسألني الآن ماذا أعطي ؟ هل مالاً .. أم وقتاً .. أم ماذا .. ؟ إني أُجيبك : إن ما تستطيع أن تقدمـه لا يمكـن حصـره ، إنما تستطيع أن تتخيل معي سلماً عليه خمس درجات في ترتيب تصاعدي تمثل درجات العطاء المـال- الجهاد - الـوقـت - التسبيح - النفس ( القلب ) بل ويمكن أن تمزج بين هذه الدرجات الخمس ، فالصلاة هـي عطـاء وقـت وقلـب وتسبيح ... وفي خدمة الآخرين يكمـن عطـاء المـال والوقت والجهـد والحب ، وهكذا وهنا لا يمكننا أن ننسى أن قمة العطاء الذي بلا حدود هو في تجسّد ربنا يسوع ، فهو الذي أعطانا دمه الثمين على عود الصليب ، وها هو كل يـوم يقـدم نفسه ذبيحة لأجلنا من خلال القداس الإلهي . أيدور في ذهنك الآن كيف أعطي ؟ أريدك أولاً أن تقرأ معي هذه القصة : بالرغم من الطقس البارد والثلج المتساقط ، كان يجلس هذا الصبى ، خـارج منزله الحقير ، ولم يرتد في رجليه سوى حذاء رقيقاً ، لا يصلح حتى لأيام الصيف . لقد كان يحاول بأقصى جهده ليفكر عما يقدر أن يقدمـه لأمه بمناسبة عيـد الميلاد ، لكن من غير نتيجة ، فقد حاول كثيراً ، حتى لو استطاع أن يفكر في شيء ما ، فليس بحوزته شيء من المال ، فمنذ وفاة والده ، وهم يعيشون في حالة فقر دائم ، فكانت والدته تعمل بأقصى جهدها لأجل أولادها الخمسة . فلم يكن لها إلا دخلاً ضئيلاً ، لكن تلك الأم بالرغم من فقرها ، كانت تحب أولادها محبة بلا نهاية . ، كان هذا الصبى حزيناً للغاية ، فلقد استطاع إخوته الثلاثة ، إعـداد هدية لأمه أما هو وأخيه الصغير ، فلم يستطيعا شـراء أي شيء ، واليوم هـو آخـر يـوم قبل عيد الميلاد . مسح - هذا الصبى دموعه ، ثم أخذ يسير باتجاه المدينة ، ليلقى نظرة أخيرة على الأماكن المزينة والمحلات المليئة بالهدايا والألعاب . كـان ينظـر من خلال الواجهات ، إلى كل ما في الداخل ، وعيناه تبرقان ، كان كل شيء جميل للغاية ، لكن لم يكن بمتناوله عمل أي شيء . بدت الشمس تعلن عن مغيبها ، فهم هذا الصبى بالعودة إلى المنزل ، وهـو يسير حزينـاً مـنكس الـرأس ..وفـجـأة إذ بـه يـرى شيء يلمـع عـلى الأرض ، اندفع هذا الصبي مسـرعاً ، وإذ بـه يلتقط 10 قروش مـن عـلى الأرض ... ملأ الفرح قلبه ، وإذ به يشعر وكأنـه يملـك كـنـزاً عظيماً ، ولم يعـد يـبـالـي بـالبرد ، إذ كان في حوزته عشرة قروش دخل إحدى المحلات ، عله يستطيع شراء شيء ما ، لكـن يـا لخيبـة الأمـل فقد أعلمه البائع ، بأنه لن يستطيع شـراء أي شيء بـ 10 قروش ، دخـل هـذا الصبى محلاً آخر لبيع الورود ، كان هناك العديد من الزبائن ، فانتظر دوره بعد بضع دقائق ، سأله البائع عما يريد ... قـدم هـذا الصبي إلى البائع الـ 10 قروش التي في حوزته ، ثم سأل إن كان بإمكانه شـراء وردة واحدة لأمه بمناسبة عيد الميلاد . نظر صاحب المحل إلى هذا الولد الصغير ملياً ، ثـم أجابه : انتظـرني قليلاً ... سأرى عما باستطاعتي عمله ... دخل البائع إلى الغرفة الداخليـة ، ثـم بعد قليل عاد وهو يحمل في يديه اثنتي عشرة وردة حمراء ، لم ير هذا الصبى نظيرها في الجمال من قبل ، ثـم أخـذ صاحب المحل ، يضع بجانبهما الزينة وغيرها ، ثم وضعهما بكل عنايـة في علبة بيضـاء ، وقدمهما إلى ذلك الصبي ، وقال : 10 قروش من فضلك أيها الشاب . هـل يعقـل مـا يسـمع . لقـد قـال لـه البائع السابق ... لن تستطيع شراء أي شيء بـ 10 قروش ... فهل يعقـل مـا يسمعه شعر البائع بتردد الولـد فـقـال لـه : أنت تريـد أن تشتري ورود بـ 10 قروش ، أليس كذلك ؟ فإليك هذه الورود بـ 10 قروش ، فهـل تريدها بكل سـرور أجاب الولد ، معطياً كل ما لديه للبائع ... فتح البائع الباب للصبى ، ثم ودعه قائلاً : عید میلاد سعید یا ابنی عاد البائع إلى منزله ، وأخبر زوجتـه بـالأمر العجيـب الـذي حصـل معـه في ذلك اليوم ، فقال لها : في هذا اليوم وبينما أحضـر الورود ... جاءني صوت يقـول اختر ۱۲ وردة حمراء من أفضل الورود التي لديك ، وضعهما جانباً ... لهدية خاصة ... لم أدر معنى هذا الصوت ، لكنني شعرت بقرارة نفسي بأنه ينبغي عليّ أن أطيعه ، وقبل أن أغلق المحل ، جاءني صبي صغير تبدو عليه علامات الفقر والعـوز ، راغباً أن يشتري لأمـه وردة واحدة ، ومقدماً لي كل ما يملك ، 10 قروش ... وأنا إذ نظرت إليه ، ذكرت نفسـي ، كيـف عنـدما كنت في سـنه ، كيف لم أملك أي شيء لأقدم لأمى في عيد الميلاد ، وذات مرة صنع معـي إنساناً لم أعرفه من قبل معروفاً ... لم أنسـه إلى هـذا اليـوم امتلأت عينـا الرجل وزوجته بالدموع ، ونظرا إلى بعض ، وشكرا الله . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله بيدينا مبادئ أساسية في العطاء |
مبادئ أساسية في الخدمة |
5 مبادئ أساسية لخسارة دهون الجسم |
مبادئ أساسية في علاج الإدمان من المخدرات |
مبادئ أساسية في الايمان المسيحي |