منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 11 - 2022, 07:11 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,306,340

البابا تواضروس الثاني مغبوط هو العطاء





قداسة البابا تواضروس الثانى



مغبوط هو العطاء

" مـن يترحم على إنسان ، يصيـر باب الـرب مفتوحاً لطلباته في كـل سـاعـة " .
( الشيخ الروحاني )
" ومتـى جـاء ابـن الإنسـان فـي مجـده وجميع الملائكـة القديسين معـه فحينيـذ يجلس على كرسـي مجـده . ويجتمـع أمامـه جميـع الشـعوب ، فيميـز بعضـهم مـن بعـض كمـا يميز الراعـي الخـراف مـن الـجـداء ، فيقيم الخـراف عـن يمينـه والـجـداء عـن اليسار . ثـم يقـول الملك للذين عـن يمينـه : تعـالـوا يـا مبـاركي أبـي ، رثـوا الملكوت المعـد لـكـم منـذ تأسيس العالم . لأني جعـت فـأطعمثموني . عطشت فسقيتموني . كنت غريباً فآويثموني . غريانا فكسوتموني . مريضاً فزرتموني . محبوسـاً فـأتيثم إلـي . فيجيبـه الأبـرار حينـد قـائلين : يـارب ، متى رأينـاك جائعاً فأطعمنـاك ، أو عطشاناً فسقيناك ؟ ومتى رأيناك غريبـاً فآوينـاك ، أو غريانـاً فكسوناك ؟ ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك ؟ فيجيب الملك ويقول لهم : الحـق أقـول لكم : بما أنكم فعلتُمـوه بأحـد إخـوتـي هـؤلاء الأصاغر ، فبي فعلتُم . ثـم يقـول أيضاً للذين عن اليسار : اذهبوا عني يا ملاعين إلى النّار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته ، لأني جعت فلم تطعموني . عطشت فلم تسقوني . كنت غريباً فلـم تـأووني . غرياناً فلـم تكسـوني . مريضـاً ومحبوسـاً فـلـم تزوروني . حينئذ يجيبونـه هـم أيضـاً قـائلين : يـارب ، متى رأينـاك جائعـاً أو عطشـاناً أو غريبـاً أو غريانـاً أو مريضـاً أو محبوسـاً ولم نخـدمك ؟ فيجيبهم قائلاً : الحـق أقـول لـكـم : بمـا أنـكـم لم تفعلـوه بأحـد هـؤلاء الأصـاغر ، فـبـي لم تفعلـوا . فيمضـي هـؤلاء إلى عـذاب أبـدي والأبـرار إلى حيـاة أبدية " ( مت ٢٥ : ٣١ - ٤٦ ) .
" المسيحية والعطاء وجهان لعملة واحدة ، كلاهما حاضـر بحضـور الآخـر في أعماقه " . وبصفة عامة فإن حياة العطاء مطوبة حسب قول الكتاب : " مغبـوط هو العطاء أكثر من الأخـذ " ( أع ٢٠ : ٣٥ ) . والعطاء هو خطوتنا الخامسة في مسيرتنا الروحية .
في البداية دعنا نرسي سويا مبادئ أساسية عن فضيلة العطاء :-
1 ـ الإنسان بحاجة إلى أن يعطي :-
إذ يحقق هذا وجوده وكيانه ويشعره بقيمته وآدميته ، وهذا الشعور هـو إحدى مكونات الشخصية الناجحة ، حتى أن علماء النفس كثيراً مـا يـذكرون أن العطاء مصحوب براحة قلبية . لذلك عندما يعطي أب ابنه الصغير مالاً لكي ما يضعه الصغير في صندوق العطاء ، فإنه يزرع هذه الفضيلة فيه منذ الصغر ، بل وينمي شخصيته . وكذلك الأب الذي يساعد أولاده لكي ما يقدموا هدية لوالدتهم أو صـديق لهـم في أي مناسبة فإنه ينمي داخلهم هذه الفكرة .
٢ ـ الله ليس محتاجاً على الإطلاق لما تعطيه :-
مهما كان ومهما ارتفعت قيمته المادية أو المعنوية ، والسبب أن اللـه هو مصدر كل عطية .. فهو الخالق والواجد لهذا العالم ، ويعقـوب الرسـول يـذكرنا : " كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هـي مـن فـوق ، نازلـة مـن عنـد أبـي الأنوار ، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران " ( یع ۱ : ۱۷ ) .
3ـ العطاء هو وسيلة للتعبير عن مشاعرك نحو الله :

تأمل معي في قصة السامرية حين قابلهـا رب المجـد وقـال لـهـا : " أعطيني لأشرب " ( يو ٤ : ٧ ) ، فهو له المجد لم يكن محتاجاً للماء ، لأن من عنده تجـري كـل الأنهار ، وإنما كان في حاجة أن يعرف حقيقة مشاعرها الداخلية نحوه . وفضيلة العطاء أو الصدقة تشكل إحدى ركائز الحياة الروحية ( صـوم + صلاة + صدقة ) ، والمعروف أن كلمة " صدقة " وكلمة " صديق " مـن أصـل لغـوي واحد ، فكأن الصديق هو الذي يصنع الصدقة وعندما قال سليمان الحكيم : " اذكر خالقك في أيام شبابك " ( جا ١٢ : ١ ) إنما كان يتحدث بلغة العطاء ، لأنه معروف أن حياة الإنسان تنقسم إلى مراحـل متتابعة : ( الطفولة ـ النضج / الرجولة ـ الشيخوخة ) .. المرحلتان الأولى والثالثة هما مرحلتا أخذ ، أما المرحلة الثانية وتحوي في داخلها مرحلة الشباب إنما هـي مرحلة عطاء بالدرجة الأولى . وأنت يا صديقي تستطيع أن تعطي في فترة شبابك ورجولتك أكثر من أي مرحلة أخرى . لك أن تسألني الآن ماذا أعطي ؟ هل مالاً .. أم وقتاً .. أم ماذا .. ؟ إني أُجيبك : إن ما تستطيع أن تقدمـه لا يمكـن حصـره ، إنما تستطيع أن تتخيل معي سلماً عليه خمس درجات في ترتيب تصاعدي تمثل درجات العطاء المـال- الجهاد - الـوقـت - التسبيح - النفس ( القلب ) بل ويمكن أن تمزج بين هذه الدرجات الخمس ، فالصلاة هـي عطـاء وقـت وقلـب وتسبيح ... وفي خدمة الآخرين يكمـن عطـاء المـال والوقت والجهـد والحب ، وهكذا وهنا لا يمكننا أن ننسى أن قمة العطاء الذي بلا حدود هو في تجسّد ربنا يسوع ، فهو الذي أعطانا دمه الثمين على عود الصليب ، وها هو كل يـوم يقـدم نفسه ذبيحة لأجلنا من خلال القداس الإلهي . أيدور في ذهنك الآن كيف أعطي ؟ أريدك أولاً أن تقرأ معي هذه القصة : بالرغم من الطقس البارد والثلج المتساقط ، كان يجلس هذا الصبى ، خـارج منزله الحقير ، ولم يرتد في رجليه سوى حذاء رقيقاً ، لا يصلح حتى لأيام الصيف . لقد كان يحاول بأقصى جهده ليفكر عما يقدر أن يقدمـه لأمه بمناسبة عيـد الميلاد ، لكن من غير نتيجة ، فقد حاول كثيراً ، حتى لو استطاع أن يفكر في شيء ما ، فليس بحوزته شيء من المال ، فمنذ وفاة والده ، وهم يعيشون في حالة فقر دائم ، فكانت والدته تعمل بأقصى جهدها لأجل أولادها الخمسة . فلم يكن لها إلا دخلاً ضئيلاً ، لكن تلك الأم بالرغم من فقرها ، كانت تحب أولادها محبة بلا نهاية . ، كان هذا الصبى حزيناً للغاية ، فلقد استطاع إخوته الثلاثة ، إعـداد هدية لأمه أما هو وأخيه الصغير ، فلم يستطيعا شـراء أي شيء ، واليوم هـو آخـر يـوم قبل عيد الميلاد . مسح - هذا الصبى دموعه ، ثم أخذ يسير باتجاه المدينة ، ليلقى نظرة أخيرة على الأماكن المزينة والمحلات المليئة بالهدايا والألعاب . كـان ينظـر من خلال الواجهات ، إلى كل ما في الداخل ، وعيناه تبرقان ، كان كل شيء جميل للغاية ، لكن لم يكن بمتناوله عمل أي شيء . بدت الشمس تعلن عن مغيبها ، فهم هذا الصبى بالعودة إلى المنزل ، وهـو يسير حزينـاً مـنكس الـرأس ..وفـجـأة إذ بـه يـرى شيء يلمـع عـلى الأرض ، اندفع هذا الصبي مسـرعاً ، وإذ بـه يلتقط 10 قروش مـن عـلى الأرض ... ملأ الفرح قلبه ، وإذ به يشعر وكأنـه يملـك كـنـزاً عظيماً ، ولم يعـد يـبـالـي بـالبرد ، إذ كان في حوزته عشرة قروش دخل إحدى المحلات ، عله يستطيع شراء شيء ما ، لكـن يـا لخيبـة الأمـل فقد أعلمه البائع ، بأنه لن يستطيع شـراء أي شيء بـ 10 قروش ، دخـل هـذا الصبى محلاً آخر لبيع الورود ، كان هناك العديد من الزبائن ، فانتظر دوره بعد بضع دقائق ، سأله البائع عما يريد ... قـدم هـذا الصبي إلى البائع الـ 10 قروش التي في حوزته ، ثم سأل إن كان بإمكانه شـراء وردة واحدة لأمه بمناسبة عيد الميلاد . نظر صاحب المحل إلى هذا الولد الصغير ملياً ، ثـم أجابه : انتظـرني قليلاً ... سأرى عما باستطاعتي عمله ... دخل البائع إلى الغرفة الداخليـة ، ثـم بعد قليل عاد وهو يحمل في يديه اثنتي عشرة وردة حمراء ، لم ير هذا الصبى نظيرها في الجمال من قبل ، ثـم أخـذ صاحب المحل ، يضع بجانبهما الزينة وغيرها ، ثم وضعهما بكل عنايـة في علبة بيضـاء ، وقدمهما إلى ذلك الصبي ، وقال : 10 قروش من فضلك أيها الشاب . هـل يعقـل مـا يسـمع . لقـد قـال لـه البائع السابق ... لن تستطيع شراء أي شيء بـ 10 قروش ... فهل يعقـل مـا يسمعه شعر البائع بتردد الولـد فـقـال لـه : أنت تريـد أن تشتري ورود بـ 10 قروش ، أليس كذلك ؟ فإليك هذه الورود بـ 10 قروش ، فهـل تريدها بكل سـرور أجاب الولد ، معطياً كل ما لديه للبائع ... فتح البائع الباب للصبى ، ثم ودعه قائلاً : عید میلاد سعید یا ابنی عاد البائع إلى منزله ، وأخبر زوجتـه بـالأمر العجيـب الـذي حصـل معـه في ذلك اليوم ، فقال لها : في هذا اليوم وبينما أحضـر الورود ... جاءني صوت يقـول اختر ۱۲ وردة حمراء من أفضل الورود التي لديك ، وضعهما جانباً ... لهدية خاصة ... لم أدر معنى هذا الصوت ، لكنني شعرت بقرارة نفسي بأنه ينبغي عليّ أن أطيعه ، وقبل أن أغلق المحل ، جاءني صبي صغير تبدو عليه علامات الفقر والعـوز ، راغباً أن يشتري لأمـه وردة واحدة ، ومقدماً لي كل ما يملك ، 10 قروش ... وأنا إذ نظرت إليه ، ذكرت نفسـي ، كيـف عنـدما كنت في سـنه ، كيف لم أملك أي شيء لأقدم لأمى في عيد الميلاد ، وذات مرة صنع معـي إنساناً لم أعرفه من قبل معروفاً ... لم أنسـه إلى هـذا اليـوم امتلأت عينـا الرجل وزوجته بالدموع ، ونظرا إلى بعض ، وشكرا الله . دعنا الآن نسرد سويا كيف تُعطي من خلال تأملنا في القصة السابقة :
1- بالمحبة :

أترى كيف كان حب هذا الولد لأمه ... لا بد أن تكون المحبة هـي الـدافع الأول وراء صدق المشاعر التي تقدم بها عبادتنا وعطايانا لله وللآخرين ، وكـما قـال سـفر النشيد : " إن أعطى الإنسـان كـل ثـروة بيتـه بـدل المحبة ، تُحتقـر احتقاراً " ( نش ۸ : ۷ ) . فأنت لا تقدم مدفوعاً بشعور الواجـب أو الخجـل أو الاضطرار ، ولا حباً في الكرامة والتقدير ، أو طلباً للإعلان أو المديح ... إنما من قلب فياض بالمحبة . ...
2- بسخاء :

طلب الولد الصغير وردة واحـدة قيمتهـا عـشـرة قـروش ، فأعطاه البائع اثنتي عشـرة وردة مـن أجـمـل مـا يـكـون هذا هو العطاء الحقيقـي بدون حساب للماديات ، لأن اللـه ينظـر ويعـرف والكتاب يقـول : " المعطي فبسخاء " ( رو ۱۲ : ۸ ) ، لأننـا بـذلك نتمثـل ب اللـه الـذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيـر " ( يـع ١: ٥ ) . والعطـاء هـنـا كـالزرع " مـن يـزرع بالشـح فبالشـح أيضـاً يحصد " ( ۲ کو ٩ : ٦ ) .
3- بفرح وسرور :

أترى كيف كان الولد الصغير والبائع سعيدين بعطائهما .. يقول الكتـاب المقدس : " المعطي المسرور يحبه الله " ( ۲ کو ۹ : ۷ ) ، والوصية تقـول : " من سخرك ميلاً واحداً فاذهب معه اثنين " ( مت 5 : ٤١ ) . ( والمقصود بالميل الثاني أنك ذهبت راضياً حراً ) .

بقي لنا عزيزي أن نتأمل في صفات ما نقدمه من عطايا :
1 ـ أن تكون أفضل ما عندنا :


إن العطاء هو مشاعر قبل أي شيء ومشاعرنا تعبر عنها بأفضل ما عنـدنا .إن هابيل الصديق قدم أفضل ما عنده من الذبائح ، بينما أخـوه قـايين اختـار تقدمة من ثمار الأرض دون أن يدقق فيها ( تك ٤ : ٤ - ٥ ) إن هذا المبدأ ينطبـق في حياتنا العملية بأمثلة كثيرة منها :-
اختيار الوقت الأفضل المناسب للصلاة ، كالصباح الباكر .
اختيار الذهن النشط المناسب لقراءة الكتاب المقدس .
تقديم النقود في حالة جيدة ، وليس القديم أو المستهلك .
تقديم التسابيح والألحان بأفضل ما عندنا من أنغام وأصوات .
2- أن تكون في الخفاء :

وليس هناك أبلغ مـن قـول الكتاب : " لا تُعرف شمالك ما تفعل يمينك " ( مت ٦ : ٣ ) ، ويعتبر هذا مبدأ مشترك في كل أركان العبادة ... أما إن كان العطـاء طلباً للدعاية أو لنوال مركز أو لمدح الذات ، فإنه يفقد قيمته ويصير دينونة .
3 ـ أن تكون ذا نفع لمن تعطى له :

فليست العبرة أن تُعطي وحسب ، إنما في احتياج الآخرين لهذا العطاء .
أتركك الآن مع بعض الآيات عن العطاء : -
" منك الجميع ومـن يـدك أعطيناك " ( ١ أخ ٢٩ : ١٤ ) .
" من يرحم الفقير يقرض الرب ، وعن معروفه يجازيه " ( أم ١٩ : ١٧ ) .
" هاتوا العشور ... وجربوني " ( ملا 3 : ۱۰ ) .
" أعطوا تعطوا " ( لو ٦ : ٣٨ ) .
" ليعطك الرب حسب قلبك " ( مز ٢٠ : ٤ ) .





قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال١١٨
عن كتاب خطوات


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ
مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ
مغبوط هو العطاء
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ
مغبوط العطاء أكثر من الأخذ


الساعة الآن 01:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025