يُحقق الصائغ مقصده دون أن يتلف أو يخسر ذرة واحدة من ذهبه الثمين. كم بالأكثر يكون ربنا الصائغ الحاذق الماهر الذي يُزكي الإيمان، الذي هو أثمن من الذهب الفاني! فإنه – تبارك اسمه - يضمن سلامة قديسيه مهما تعقدت الحالة الصحية بالمنظور البشري. وكما أن الذهب يخرج أكثر نقاوة، هكذا يخرج المؤمن المُجرَّب من هذه الظروف الأليمة بفضائل كريمة وعلاقة حميمة بالرب، فيكون أكثر اتضاعًا، وأكثر خضوعًا، وأكثر تدقيقًا، وأكثر إيمانًا، وأكثر تعلقًا بالرب، والأمر الأهم، أكثر شَبهًا به. فيفعل ما يوافق قلبه، إذ تكون له أحشاء سيده الرقيقة التي تتحرك تجاه أحبائه المتألمين. فيُحسب امتياز من الرب للمؤمن المتألم أن يكون مُستخدَمًا من الرب ليشجع آخرين ويُعزيهم بالتعزية التي تعزى بها من الله ( 1كو 1: 3 ، 4). لذلك نجد أن أكثر المؤمنين تشجيعًا لمَن يتألمون من مرضٍ ما، هم الذين اجتازوا التجربة ذاتها، ونالوا معونة من الرب، وقد امتلأوا بالتعزية وفاضوا بها على آخرين يعبرون السبيل عينه.