رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَيَرَى الصِّدِّيقُونَ وَيَخَافُونَ، وَعَلَيْهِ يَضْحَكُونَ: [6] هُوَذَا الإِنْسَانُ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ اللهَ حِصْنَهُ، بَلِ اتَّكَلَ عَلَى كَثْرَةِ غِنَاهُ، وَاعْتَزَّ بِفَسَادِهِ [7]. بينما يستهين الشرير بطول أناة الله وإمهاله إذا بالصديقين يرون ما يحل بالشرير، فيخافون الرب ويهابونه، ويضحكون على ضعف الشر وبطلانه، كما ينتفعون لحياتهم، مدركين أن من يتكل على غناه أو سلطانه الزمني، لا على الله، يهلك. وكما يقول الرسول: "فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالًا، وكُتبت لإنذارنا" (1 كو 11:10). إذ يمارس الصديقون عبادتهم وسلوكهم مع الغير بدافع الحب الذي ينعمون به كهبةٍ إلهيةٍ، يكون لهم ملء الدالة لدى الله، دون تجاهل كرامة الله ومهابته: "تمموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ" (في 12:2). "اعبدوا الرب بخشيةٍ، وهللوا له برعدةٍ" (مز 11:2). يرى القديس أغسطينوس أننا في هذا العالم أشبه بمن يسير في ليلٍ مظلمٍ، يحملون مصباح الكلمة النبوية، فإنهم يسيرون بخوفٍ ورعدةٍ حتى يشرق نهار الأبدية، فلا يكون هناك خوف. وكما يقول الرسول بطرس: "وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت، التي تفعلون حسنًا إن انتبهتم إليها كما إلى سراجٍ منيرٍ في موضعٍ مظلمٍ، إلى أن ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم" (2 بط 19:1). هذا من الجانب السلبي حيث يخشى الصديقون السقوط فيما يسقط فيه الأشرار باتكالهم على كثرة غناهم وأباطيلهم. أما من الجانب الإيجابي، فإنهم إذ يُغرسون كأشجار الزيتون في بيت الرب، تضرب جذورهم في الأرض المقدسة، لتقتات بحب الله ومراحمه وقداسته وكلمته. |
|