رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا تواضروس الثانى كأسقف تقع عليك المسئولية المالية: كل ما يرسله الله من مال في أيدينا ليس لنا فضل فيه. نحن أمناء على استخدامه وتقديمه لمصلحة الرعية. الأسقف راهب تخلّى بإرادته عن أيّة ممتلكات.. ودخل الرهبنة ثم الأسقفية وهو لا يملك سوى التقوى: «وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ. لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ» (1تي6:6-7). ولكي نفهم طريقة التعامل مع الأموال التي يباركنا الله بها في خدمتنا، وكيف نتعامل بشفافية فيها نرى هذا المثال «كما هو مَكتوبٌ: «الّذي جَمَعَ كثيرًا لَمْ يُفضِلْ، والّذي جَمَعَ قَليلًا لَمْ يُنقِصْ». ولكن شُكرًا للهِ الّذي جَعَلَ هذا الِاجتِهادَ عَينَهُ لأجلِكُمْ في قَلبِ تيطُسَ، لأنَّهُ قَبِلَ الطِّلبَةَ. وإذ كانَ أكثَرَ اجتِهادًا، مَضَى إلَيكُمْ مِنْ تِلقاءِ نَفسِهِ. وأرسَلنا معهُ الأخَ الّذي مَدحُهُ في الإنجيلِ في جميعِ الكَنائسِ. وليس ذلكَ فقط، بل هو مُنتَخَبٌ أيضًا مِنَ الكَنائسِ رَفيقًا لنا في السَّفَرِ، مع هذِهِ النِّعمَةِ المَخدومَةِ مِنّا لمَجدِ ذاتِ الرَّبِّ الواحِدِ، ولِنَشاطِكُمْ. مُتَجَنِّبينَ هذا أنْ يَلومَنا أحَدٌ في جَسامَةِ هذِهِ المَخدومَةِ مِنّا. مُعتَنينَ بأُمورٍ حَسَنَةٍ، ليس قُدّامَ الرَّبِّ فقط، بل قُدّامَ النّاسِ أيضًا» (2كو8: 15-21). هنا يطلب بولس من أهل كورنثوس أن يتبرعوا بالمال لخدمة إخوتهم في اليهودية، ويوضح لهم: 1) نزاهة الخادمين تيطس ورفيقه اللذين ائتمنهما بولس لحمل "العطية الكبيرة". 2) أن الخدمة لمجد الرب فقط. 3) أنه يوضح بشفافية حتى لا يُلام مع أنه لن يحمل العطية بنفسه. 4) أنه في الأمور المالية يجب أن نراعي الناس أيضًا ولا نكتفي بأن الله يعلم نزاهتنا. مثال آخر نذكر أبانا إبراهيم لأنه كان مثالاً في النزاهة في أكثر من موقف، ومنها أنه عندما انتصر إبراهيم لابن أخيه لوط وملك سدوم: «وَقَالَ مَلِكُ سَدُومَ لأَبْرَامَ: «أَعْطِنِي النُّفُوسَ، وَأَمَّا الأَمْلاَكَ فَخُذْهَا لِنَفْسِكَ». فَقَالَ أَبْرَامُ لِمَلِكِ سَدُومَ: «رَفَعْتُ يَدِي إِلَى الرَّبِّ الإِلهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لاَ آخُذَنَّ لاَ خَيْطًا وَلاَ شِرَاكَ نَعْل وَلاَ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ لَكَ، فَلاَ تَقُولُ: أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ» (تك14: 21-23).تذكر معي عبارة القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم الأسبق عندما قال: لا حزنا، ولا عوزنا". المال هو للخدمة: للمحتاجين.. للتعليم.. للتعمير... وليس للاكتناز تحت أي سبب. يمكنك أن تستخدم المال الذي بين يديك في مشروعات المدارس بأنواعها والعيادات والمستشفيات والتي تخدم قطاعات كبيرة من المصريين... |
|