أين أنت اليوم؟ في أي مرحلة تقف؟ ربما أنت في المرحلة الأولى حيث اختطفك الشيطان وأعمى عينيك عن رؤية الطريق الصحيح، وكبَّل يديك وقدميك بقيود الخطية والشر والهوان. «لأَنَّهُ مُنْذُ زَمَانٍ كَثِيرٍ كَانَ يَخْطَفُهُ، وَقَدْ رُبِطَ بِسَلاَسِل وَقُيُودٍ مَحْرُوسًا، وَكَانَ يَقْطَعُ الرُّبُطَ وَيُسَاقُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَى الْبَرَارِي» (لوقا٨: ٢٩) بعد أن اقتنص نفسك بفخ ٍ من فخاخه المتنوعة «فَيَسْتَفِيقُوا مِنْ فَخِّ إِبْلِيسَ إِذْ قَدِ اقْتَنَصَهُمْ لإِرَادَتِهِ» (تيموثاوس الثانية٢: ٢٦).
وربما أنت في المرحلة الثانية حيث بدأت تشعر بالخطر الشديد، واحتياجك للعودة إلى حضن الراعي الصالح الذي يبحث عنك ويشتاق إليك ويدعوك للعودة إليه في أسرع وقت فهو الذي: «َيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ» (لوقا١٥: ٤). هو يعرف أنك متعب، ومذلول ومُهان، هو يعرف حاجة قلبك الشديدة للحب، والغفران، والصفح عن كل ما فعلته. وهو ينتظر رجوعك ويشتاق لسماع صوتك وأنت تُقدم أمامه توبة ورجوعًا إليه صارخًا: «اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ» (لوقا١٨: ١٣).
أما إن كنت ممن عادوا لحضن أبيهم السماوي وتمتعوا بخلاص المسيح؛ فأقول لك: نعمًا أخي الحبيب؛ تمتع بما لك في المسيح، ولا تدع الشيطان يسلب فرحك، وسلامك، واستمتاعك بحضن الآب السماوي العجيب. بل اهتف مع الرسول بولس: «فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟» (رومية٨: ٣١، ٣٢) وثِق تمامًا أنه لم يعُد شخصًا أو شيئًا قادر أن يفصلك عن محبة المسيح (رومية٨: ٣٥).