رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في الحياة الشخصية الخلوة الشخصية والخدمة: كثيرًا ما ننشغل بالخدمة والمسؤوليات اليومية العاجلة والهامة، فلا نجد الوقت الكافي للجلوس والسكون في الخلوة مع إلهنا المحب؛ وتكون النتيجة اضطرابات وتوترات في الحياة. لكن ما أعظم سيدنا، الذي نقرأ عنه في إنجيل مرقس، كالخادم الكامل، أنه كان يقضي فترات كثيرة في الصلاة منفردًا، سواء في الصباح الباكر أو في المساء، ثم يتجة إلى تتميم العمل الذي أعطاه الآب أن يكمله (مرقس 1: 21-35). الخضوع للآب السماوي وللسلطات الأرضية: كثيرًا ما ننخدع من العدو ونُقنع أنفسنا بأنّ الخضوع لله يبرّر لنا تجاوزنا في الخضوع للسلطات الأرضية أيضًا. فعندما كان في سن الثانية عشر من عمره، وذهب مع أبويه الأرضيين إلى الهيكل، ودخل وجلس وسط المعلّمين يسمعهم ويسألهم، كان لسان حاله «ينبغي أن أكون في ما لأبي». ولكن عندما جاء أبواه، وطلبا أن ينزل معهما إلى الناصرة «نزل معهما... وكان خاضعًا لهما» (لوقا 2: 45-51). وفي مرة أخرى، سُئِل عن أعطاء الجزية لقيصر، فكان جوابه «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله» (مرقس 12: 17). الاهتمام بالخدمة لم يُنسه الاهتمام بأمه: البعض يُقنع نفسه بأن الانشغال بخدمة الرب والآخرين تأخذ الأولوية، حتى على حساب احتياجات العائلة. ولكن ما أعظم سيدنا! حيث نراه وهو على الصليب، في أصعب مشهد على الأرض، وهو في قمة الآلام تنفيذًا لخطة الله العظيمة للخلاص، لم ينسَ احتياجات أمه المطوبة مريم ومشاعرها الحزينة، فنقرأ «فلمٍّا رأَى يسوع أُمَّهُ والتلميذ الذي كان يُحبُّهُ واقفًا، قال لأُمهِ: يا أمرأة، هوذا ابنكِ. ثم قال للتلميذ: هوذا أمُّكَ» (يوحنا 19: 26، 27). المشاركة في أفراح وأحزان الآخرين: يظن البعض أن مشاركة الآخرين أفراحهم أو أحزانهم ليس له أهمية خاصة في الحياة، ونسوا ما يُعلِمهُ الروح القدس «فرَحًا مع الفَرحينَ وبُكاءً مع الباكينَ» (رومية 12: 15). وهذا ما نراه في حياة سيدنا على الأرض فنقرأ أنه «كان عرسٌ في قانا الجليل... ودُعيَ أيضًا يسوعُ وتلاميذهُ إلى العرسِ»، ثم نقرأ عن حادثة إقامة لعازر من الأموات «فلما رآها (مريم) تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون... بكى يسوع» وهكذا كان وجوده في الحالتين الفرح والحزن ليس فقط مشاركة اجتماعية بل سبب بركة عظيمة لكل الحاضرين (يوحنا 2: 1-11؛ 11: 17-44). |
|