رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبيا بن طوبيت وزوجته سارة ابنة رعوئيل. هذه العائلة التي هي ثمرة صلوات العائلتين التقيتين السابقتين. بالحقيقة على وجه الدقة هي ثمرة صلوات طوبيت والد طوبيا وصلوات سارة نفسها التي حملت نفس الروح. أحدهما كان يُصَلِّي في نينوى، والثانية كانت تُصَلِّي في أحمتا بمادي، رفع كل منهما الصلاة في نفس اليوم دون أن يعرف الواحد الآخر. تطلَّع الله نفسه إلى مرارة نفسيهما، مع الشعور بعجز الاثنين عن الوصول إلى حلٍ لمتاعبهما. الأول فقد بصره وصار موضوع سخرية زوجته في فترة ما من حياتهما، والثانية تسبَّبت في موت كل من تقدَّم للزواج منها قبل الاقتراب إليها، وصارت موضوع سخرية جواريها. تدخَّل الله في الاستجابة لصلوات الاثنين اللذين سبَّحا الله وشكراه، وتركا الأمر في يديه دون تقديم أي مطلبٍ مُعيَّنٍ. بلغت صلوات الاثنين في وقتٍ واحدٍ أمام الله في حضرة رئيس الملائكة رافائيل، الذي يُسرّ بالطاعة لله، وبخدمة البشر في الرب. كم كانت مسرته أن يُحَقِّق خطة الله للأسرتين بالظهور كخادمٍ يعمل بالأجرة؛ مع أنه غير محتاج إلى مالٍ أو إلى أية عطية أرضية. سرور رئيس الملائكة بهذا العمل يرمز لمسرّة كلمة الله أن يتجسد ويُصلَب كعبد ٍ من أجل البشرية. قال عنه الرسول بولس: "الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلي نفسه، آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (في 2: 6-8). كما قال: "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكّمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي" (عب 12: 2). |
|