رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبيا يستعد للسفر [17] اتفقا على ذلك، ثم قال لطوبيا: استعد للرحلة فستنجح. فاستعد ابنه للسفر، ثم قال له أبوه: "امضِ مع الرجل، والله الساكن في السماء ينجح سبيلكما، وليصحبكما ملاكه. فخرج الاثنان ومعهما كلب الفتى [17]. لم يكن يدري طوبيت أن الله استجاب لطلبته قبل أن ينطق بهذه الكلمات، وأن الذي مع ابنه هو رئيس الملائكة رافائيل. ربما يتساءل البعض لماذا قيل: فخرج الاثنان ومعهما كلب الفتى؟ هل كان لكلب الفتى دور في الرحلة؟ ماذا يشغل الكتاب المقدس إذ يُسَجِّل أن كلبًا كان يُرافِق طوبيا وهو في صحبة رئيس الملائكة رافائيل في رحلته؟ أوضح القديس باسيليوس الكبير أن الله خلق الحيوانات والطيور ليس فقط لخدمتنا، وإنما كي نتعلَّم منها. لأنها ما تفعله بالغريزة دون تفكير لا نُمارِسه نحن بالرغم مما وهبنا الله به من عقلٍ وإمكانياتٍ. من بين هذه المخلوقات الخفاش كمثالٍ حين ينام يمسك أحدها بأحد جناحيه فرعًا من الشجرة وبالجناح الآخر يمسك في جناح خفاشٍ آخر، وهكذا حتى يصير المنظر من الخفافيش أشبه بنصف دائرة والكل مرتبط ببعضه البعض، الأمر الذي كثيرًا ما يفشل البشر في ممارستهم مع بعضهم البعض. وتحدَّث القديس عن حيوان برمائي متى خرج كجماعة معًا إلى الشاطئ كان الصيادون لا يتحركون من الشاطئ متوقعين قيام عاصفة خطيرة من الأمواج خلال ساعات. والسمك في هجرته تتحرك آلاف من الأسماك تحت قيادة سمكة واحدة في طاعة عجيبة، الذي لا يستطيع الإنسان القيام به حتى في الجيوش المنظمة، إذ يحتاج القائد العام للجيش إلى قادة أقل منه في الرتبة وكل من هؤلاء القادة يعتمد على قادة أقل رتبةٍ. وأيضًا النحل يعمل معًا تحت قيادة ملكة واحدة. مثل هذه الأمور وغيرها يعجز الإنسان عن ممارستها. هكذا إن كان طوبيا قد انطلق في رحلته تحت قيادة رئيس الملائكة المتخفي، ولئلا يسقط في الكبرياء أنه يتمتع بالطاعة لمُرشِده، أراد الله أن يُظهِر له أن الكلب الأعجم يرافقهما مع شعور بالرضا والسعادة والطاعة، فيلزم لطوبيا أن يتعلَّم منه! * ماذا أقول عن الكلاب التي لها غريزة طبيعية لتُظهِر الاعتراف بالجميل وتحرس أصحابها لسلامتهم؟ هنا يصرخ الكتاب المقدس لناكري المعروف والكسالى والجبناء: "كلاب بُكم لا تقدر أن تنبح" (إش 56: 10). لقد أُعطِي للكلاب القدرة أن تنبح لأجل الدفاع عن سادتها وبيوتهم. هكذا يليق بك أن تستخدم صوتك من أجل المسيح عندما تهجم الذئاب المُفترِسة على قطيعه. لتكن الكلمة مستعدة على شفتيك لئلا تصير ككلب حراسةٍ صامتٍ، فبعدم أمانتك تفقد الثقة المعهودة فيك. مثل هذا الكلب كان صديقًا مرافقًا لملاكٍ. ليس باطلاً جعل رافائيل في السفر النبوي أن يرافق هذا الكلب ابن طوبيت عندما انطلق إلى رحلة، كي يطرد أسموديوس، ويتحقَّق الزواج. طرد الشيطان بالعرفان بالجميل والوحدة الراسخة. هكذا خلال الحيوان الأعجم كان الملاك رافائيل يُوَجِّه الصبي الذي وافق على الحماية ولديه نزعة العرفان بالجميل في داخله. كيف لا يشعر بالخجل إذا لم يقدم الشكر للذين يستحقّونه، حينما يرى حتى الحيوان لن يقبل الجحود؟ هذه الحيوانات تحمل ذاكرة شاكرة للمؤازرة المطلوبة. ألا تذكر أنت الخلاص الذي تقبَّلته؟ القديس أمبروسيوس يرى البعض أن الكلب يقوم بحراسة القطيع من اللصوص ومن الحيوانات المفترسة؛ هكذا يليق بخادم الكلمة أن يحفظ المخدومين من الأرواح الشريرة أو حيل الشيطان وخبثه، وأيضًا من الهراطقة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جعل كل شيء يعود للصفر |
التسجيل للسفر |
وسيلة للسفر |
«مبارك» يستعد للسفر إلى السعودية |
قف .....وكن جاهز للسفر معى |