فَمضى وقال لأبيه: "انظر! قد وجدت من يمضي معي. "فقالَ له أبوه: "اُدْعه إليّ فأَعرِفَ مِن أَيِّ سِبْطٍ هو، وهل هو أَمينٌ لِكَي يُرافِقَكَ" [9]. فدَعاه ودخل وسلَّم أحدهما على الآخر [10].
فقال له طوبيت: "أخي، أخبرني من أي سبط ومن أية عشيرة أنت؟" [11] أجابه: أتسأل عن سبط أو عشيرة أم عن أجير يذهب مع ابنك؟ أجابه طوبيت: "أريد يا أخي أن أعرف شعبك واسمك [12].
عندئذ قال: "أنا عزريا بن حننيا العظيم، من إخوتك" [13].
قال له: "مرحبًا بقدومك يا أخي ولتكن سالمًا! ولا تغضب عليّ لأني سألتك عن سبطك وعشيرتك لأعرفهما. فأنت قريبي من شعب عريق خيّر. وأنا أعرف حننيا ويوناثان ابني شمعي العظيم عندما كنا نمضي معًا لنسجد في أورشليم، ونُقَدِّم البكور وعشور المحاصيل. وهما لم يضلا فيما ضلّ فيه إخوتنا، فأنت يا أخي من أصلٍ عريق [14]. وإنما أخبرني ماذا أعطيك من أجرٍ؟ هل دراخمة كل يومٍ بخلاف احتياجاتك أنت وابني [15] وعندما ترجعان سالمين سأعطيك أجرك وزيادة" [16].
قال عن نفسه إنه من بني إسرائيل ومن سبط نفتالي وأنه نزل عند أخيه غابيلوس، يعني أنه مُكَلَّف بحراسة شعب الله في هذا المكان، وأنه أتى من عندهم. (دا 12:10، 13، 20؛ خر 20:23). ومن ضمن الذين كان يقدم لهم خدمات غابيلوس، لذلك قال: "كنت نازلاً عند أخينا غابيلوس". على الرغم من أن الملاك طمأن طوبيا الشيخ بأنه سيرافق ابنه في الطريق التي يعرفها جيدًا والعودة به سالمًا، إلاّ أن الشيخ رغب في معرفة سبط الرفيق وعائلته، وهي عادة قديمة مازالت منتشرة حتى اليوم، وهي الرغبة في معرفة البلد والعشيرة التي ينتمي إليها الشخص ولا سيما أن هناك ما كان يربط الطرفين مصالح مُعَيَّنة، عسى أن يكون ذا قرابة فتستريح بذلك القلوب .